أسرار تكوين أكبر حلف عسكري في التاريخ من أجل مواجهة الناتو

يبدو أن التحالفات الدولية قد صارت هي الثمة الغالبة على المشهد الدولى في الفترة الأخيرة حيث أصبحت الدول الكبري تسعي لتحقيقها وذلك لمواجهة هواجسها السياسية والعسكرية في ذات الوقت ، فعلى غرار الناتو عقدت روسيا العزم على تكوين حلف عسكري قوى يضمن لها مجابهة القوي الكبري التي حاولت الضغط عليها في أوكرانيا مستعينة بمجموعة أخري من الدول الكبري .. ياتري من هى تلك الدول التي استعانت بها موسكو.

فوق رقعة شطرنج العلاقات الدولية المعقدة في الفترات الأخيرة بدأ يبرز أهمية التحركات السياسية لتكوين تحالفات عسكرية على غرار حلف الناتو الغربي الذي أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية أوربا تستخدمه في أكثر من ميدان لحسم صراعاتها مع خصومها السياسيين أمثال روسيا والصين خاصةً في ميدان الصراع الأوكراني الروسي وميدان الأزمة بين الصين وتايوان وهو ما يدفع كلا من روسيا والصين للإتحاد لمواجهة الخطر الأمريكي الغربي من وجهة نظرهما.

وفي مسعى لإظهار أوراق قوة روسيا وسعة شبكة علاقاتها وتحالفاتها الدولية، بدأت في شرق البلاد، الخميس، مناورات وتدريبات عسكرية تستمر أسبوعا، بمشاركة قوات من الصين والهند ودول أخرى.

مناورة فوستوك 2022 (الشرق 2022) ستستمر حتى 7 سبتمبر في 7 ميادين تدريب ورماية بأقصى الشرق الروسي وفي بحري اليابان وأوختسك، وسيشارك فيها ما يزيد على 50 ألف جندي وأكثر من 5000 وحدة أسلحة، منها 140 طائرة و60 سفينة حربية، حسب وزارة الدفاع الروسية.

يشرف رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف، شخصيا على التدريبات التي ستشارك فيها قوات من عدة جمهوريات سوفيتية سابقة، ومن الصين والهند ولاوس ومنغوليا ونيكاراغوا وسوريا والجزائر.

الدفاع الروسية أشارت إلى أنه في إطار المناورات ستمارس البحريتان الروسية والصينية في بحر اليابان “تدريبا مشتركا لحماية الاتصالات البحرية، ومناطق النشاط الاقتصادي البحري، ولدعم القوات البرية في المناطق الساحلية”.

 

تضم الجيوش المشاركة ثاني وثالث أقوى جيشين في العالم، وهما الجيش الروسي والصيني، إضافة إلى الهند، التي تمتلك رابع أقوى جيش في العالم، وفق بيانات موقع “غلوبال فاير بور” الأميركي للعام الجاري.

 

تمت مراسم افتتاح وبدء المناورات في ميدان سيرغييفسكي التدريبي في إقليم بريموريه في الشرق الأقصى الروسي.

 

ويرى باحثون وخبراء عسكريون أن هذه المناورات الضخمة مؤشر واضح إلى أن الروس يعقدون العزم على وضع الأساس لحلف عسكري ضارب ومواز لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في ظل تصاعد الأزمة في العلاقات الروسية الصينية – الأميركية.

حسن المومني، أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات، قال إن هذه المناورات تأتي في سياق التحولات العاصفة بالعالم، وفي خضم مواجهات مفتوحة بين القوى الكبرى كروسيا والصين من جانب ودول حلف الناتو من جانب، وهي تشير طبعا لتعزيز التعاون العسكري بين الدول المشاركة لكنه لا يرقى لتحالف رغم قوة العلاقات بين تلك الدول.

“اللافت أن الهند رغم علاقاتها المتينة سياسيا وتجاريا مع الغرب، لكنها تشارك بهذه المناورات وهو ما يمثل ورقة قوة بيد روسيا والصين في سياق صراعهما مع دول الغرب عبر إثبات قدرتهما في استقطاب دول كبيرة ومؤثرة لصفهما وإعادة تشكيل مشهد العلاقات الدولية وتوازنات قواه”، وفق الخبير العسكري.

ويقول رئيس مركز صقر للدراسات الاستراتيجية، مهند العزاوي، “رغم أن هذه المناورات قد تبدو تقليدية لوهلة، لكنها ليست كذلك في الواقع كونها تضم عدة دول ومنها بلدان عربيان، فضلا عن مشاركة دولة هي خارج المجموعة الاستراتيجية الشرقية والآسيوية وهي الهند”.

 

وتهدف المناورات لإثبات أن موسكو تملك القوة العسكرية الكافية لإجراء تدريبات مكثفة، رغم مشاركة قواتها في عملية عسكرية كبيرة بأوكرانيا.

ومن الأهداف الرئيسية للمناورات، وفق نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين: “تطوير خبرات القادة والمقرات على صعيد إدارة مجموعات مختلطة لأصناف القوات، وقوات التحالف أثناء التصدي لعدوان مفترض على المحور الشرقي، وزيادة مستوى التكامل والتعامل بين مجموعات القوات ضمن تحالف أثناء تنفيذ مهام مشتركة لحفظ السلام وحماية المصالح وضمان الأمن في المنطقة الشرقية”.

وفي الختام هل تعتقدون أن روسيا تسعي حرفياً لتكوين حلف قوى ضد حلف الناتو وهل سيسبب ذلك مواجهة عالمية جديدة وأن وقعت فمن ياتري سيكون الفائز.

Exit mobile version