نهاية مأساوية لفنان حاولت تقارير رسمية تصديرها للداخل السوري على أنه حادث سير.. بينما تظهر أدلة بشأن الحادث أن احتمال الاستهداف ربما يكون قائما في تلك المأساة.. وسط حالة صمت سيطرت على الوسط الفني في سوريا.
إنه الفنان السوري معد الحسان صاحب لقب «فنان الرقة الأول» والذي طالما أبهر جمهوره ومشاهديه الذين لم يتوقعوا يوما أن نهاية نجمهم ستكون خارج البلاد في حادث غامض يلقي بظلاله على هجرة الفنانين السوريين خارج بلادهم.
الحاجة إلى المراجعة الأمنية
المعلن – حتى الآن – أن الفنان السوري معد أحمد الحسان تعرض لحادث سير في تركيا وتحديدا على طريق «كلس – مطار غازي عنتاب» لكن الملابسات التي تحيط الحادث تؤكد الحاجة إلى إجراءات مراجعة أمنية بشأنه وتتبع مسار الفنان السوري وعائلته على الطريق.
السيارة التي كان يستقلها الفنان معد أحمد الحسان صدمتها سيارة أخرى على الطريق المشار إليه لتتسبب في مأساة انتهت برحيله وزوجته ونجله الصغير، وتبين لاحقا أن السيارة التي تسببت في الحادث كانت تقل عددا من المواطنين الأتراك الذين لم يتم الكشف عن هوياتهم.
توقيت حساس وشكوك متتالية
اثنان من المواطنين الأتراك التي كانت تقلهم السيارة التي تسببت في الحادث انتهت حياتهم فيما تضرر الباقون، ونعى الفنانون السوريون زميلهم بكلمات مؤثرة على خلفية الحادث الذي رحل بسببه مع زوجته ونجله الذي لم يتعد من العمر عامين.
توقيت الحادث في وقت متأخر من الليل على طريق «كلس – مطار غازي عنتاب»، وعدم نشر التحقيقات بشأنه من قبل السلطات التركية يطرح مزيدا من الشكوك بشأن توصيفه حادثا عارضا غير مقصود، حيث اكتفت السلطات – حتى الآن – بنشر أسماء المتضررين من الحادث فقط.
أعاد جمهور الفنان السوري الراحل نشر صوره وأغانيه المتفردة التي طالما نالت استحسان الكثيرين، وكان من بينها أغنية مؤثرة تقول كلماتها: «الليلة يابا حزين الدار والدالة عليهم»، والتي أثارت حزن جمهور الفنان الذين اعتبروه ينعي نفسه قبل سنوات من الحادث كأنه توقع المصير الصعب الذي ينتظره على حين غفلة.
أبو الفلكلور
مغردون بدأوا نعي الفنان السوري بعبارات الدعاء المؤثرة مصحوبة بصورته، باعتباره من أهم الفنانين أصحاب الشعبية الواسعة في مناطق الشمال السوري والذي تبنى الاهتمام بأداء الفلكلور السوري وأبدع في ذلك بصوته الشجي الذي استدر به شغف السوريين بتراثهم من ذلك النوع من الفن.
رحل الفنان السوري معد الحسان عن عمر أربعين عاما قضى نصفها مجتهدا في سبيل تطوير موهبته التي بدأ تنميتها منذ دراسته في معهد إعداد المدرسين بقسم الموسيقى وآثر أن يكون فنان الشعب وصوته دون المتاجرة سياسيا بصوته وأغانيه..