على مدار التاريخ الطويل فى العلاقات المصرية السعودية، لم تتوقف الزيارات الرسمية بين البلدين، والتي كان ضمنها زيارة أول رئيس لجمهورية مصر العربية محمد نجيب، وتفاصيل لقائه بالملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، فماذا حدث خلال ذلك اللقاء ولماذا لم يُعجب الملك بمحمد نجيب، هذا ما سنرويه لكم في التالي:
بعد قيام ثورة يوليو عام 1952، قام الرئيس المصري الأسبق محمد نجيب بزيارة المملكة العربية السعودية. وهو بروتوكول قديم كان يستخدمه الزعماء والساسة المصريين بعد توليهم مناصب جديدة، للتبركة بالأراضي السعودية، بحسب مستشار الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك.
وفي مدينة الطائف حيث قصر الملك عبدالعزيز آل سعود، التقى الرئيس نجيب بأفراد الأسرد المالكة حينها. وحيث كانت صحة الملك عبدالعزيز متدهورة، فأمر أن يكون اللقاء بجناحه الخاص، وذلك وفقًا لتصريحات الفقي خلال برنامج “السطر الأوسط”.
وروى الفقي، أنه خلال زيارته لولي العهد الأمير سلمان في ذاك الوقت، بالعاصمة المصرية القاهرة.
تناولا تفاصيل مشاركة الملك عبدالعزيز آل سعود وأشقائه في معركة 73 ضمن الصفوف العربية المساندة للجيش المصري.
وحينها تذكر ولي العهد تلك الزيارة التي شهدها قصر الطائف، حينما زار محمد نجيب الملك عبدالعزيز في أغسطس عام 1953.
حينها استمع التقى الملك بأول رئيس مصري بعد إسقاط الملكية في مصر، واستمع لمحمد نجيب ورفاقه. إلا أن الغريب في الأمر، أنه بعد انتهاء تلك الزيارة لم يقتنع الملك عبدالعزيز بمحمد نجيب كقائد للثورة، وأكد لأبنائه بحسب الفقي، أن نجيب لا يصلح أن يكون رئيس لمصر، بل هناك رجل آخر في الظل هو المتحكم في كل ذلك.
رأي الملك في نجيب وقتها، كان بمثابة الصدمة لأعضاء الأسرة المالكة، الذين أكد لهم الملك أن هناك شخص ما في القاهرة يُحرك كل تلك الأمور.
لم يكن الملك حينها يعلم شيء عن عبدالناصر، ولم يكن ناصر ظهر للحياة السياسية بعد، بحسب تصريحات الفقي. وبرر الملك رأيه قائلًا: ” حينما ناقشتهم في بعض الأمور، لم يستطيعوا القطع فيها، أي أن لهم مرجعًا آخر لابد أن يعودوا إليه في القاهرة، فليس محمد نجيب هو قائد الثورة، بل مجرد واجهة مؤقتة”.
تصريحات الملك عبدالعزيز التي جاءت قبل أيام قليلة من وفاته، حيث توفي في 3 نوفمبر عام 1953، دلت على مدى قدرة الملك على تحليل الأمور، ودهائه الشديد حتى وإن كان على فراش الموت.
الملك عبدالعزيز الذي رحب كثيرًا بمحمد نجيب ورفاقه لكنه لم يُعجب به، حمل بداخله حبًا شديدًا لمصر ولأهلها. وبحسب تصريحات الأمير طلال بن عبدالعزيز، فعلى الرغم من وقوف المملكة مع الملك فاروق بسبب دوره الكبير في إعادة العلاقات المصرية السعودية، إلا أن المملكة لم تكن يومًا ضد الثورة، فهدفها الأول مصر وشعبها وليس رجال بأعينهم.
حيث رحب الملك بالثورة ورجالها، وبارك تولي نجيب السلطة على الرغم من معرفته الشديدة بأنه ليس الرجل الأول في الأوساط السياسية والحاكمة في مصر، بحسب تصريحات الأمير ذاته لقناة الجزيرة القطرية.