عرفه الجمهور بأدواره الكوميدية، فكان أيقونة الكوميديا في غالبية أفلام فترتي السبعينيات والثمانينيات، فلم يكن يظهر في أي من أعماله ظهورا عابرا، ولكن كان يحرص المنتجون على أن يكون في الفيلم سيد زيان ودوره يكون مساحته كبيرة، وقد كان.
تاريخ كبير بدأه الفنان الكبير سيد زيان، إلا أنه طوال تلك الفترة حرص على إبعاد حياته الخاصة عن الجمهور والمحبين، فكانت خطًا فاصلًا بين حياته العملية والخاصة.
ونستعرض في السطور التالية أبرز الأسرار والمعلومات عن الفنان الراحل سيد زيان:
نشأته
وُلد الفنان الراحل سيد زيان في محافظة الشرقية، في 17 أغسطس عام 1943 لأسرة متوسطة، وتخرج من مدرسة الميكانيكا التي تخصصت في تخريج الأفراد المتخصصين في صيانة طائرات سلاح الطيران.
بعد تخرجه من مدرسة الميكانيكا التحق بالقوات المسلحة عمل وأجاد حتى أنه كاد أن يقدم في امتحانات الطيارين ولكنه قدم استقالته، بعدما عشق المسرح وهوى الفن.
الفن
بدأ الفنان الراحل سيد زيان حياته الفنية على المسرح العسكري، حيث قدم عددًا من المسرحيات في ذلك الوقت إلى أن رآه فؤاد المهندس.
قدمه الفنان الراحل فؤاد المهندس في دور صغير في مسرحية «سيدتي الجميلة» عام 1969، وكانت شهادة ميلاده الفنية بعدها انطلق سيد زيان بسرعة الصاروخ في عالم المجد والشهرة والأضواء.
البطولة المطلقة
انطلق الفنان الراحل سيد زيان بسرعة الصاروخ، حتى قدم البطولة المطلقة في السينما في أفلام «شاويش نص الليل» مع ماجدة الخطيب، و«حظ من السما» مع عفاف شعيب، و«نص دستة مجانين» مع مني عبد الغني.
نال الفنان الراحل سيد زيان جوائز عن أدواره في أفلام (أبناء الصمت والبيه البواب والسكاكيني والجراج وشوارع من نار وأصدقاء الشيطان).
منافسة عادل إمام
كان للمسرح طابعًا خاصًا في حياة الفنان الراحل سيد زيان، فهو نجم مسرح أول ينافس عادل إمام وسعيد صالح وسمير غانم ومحمد صبحي.
وبالرغم من أن الفنان الراحل سيد زيان نجم ثاني في السينما كان على المسرح نجم شباك وبطل أول منفرد، فكان مسرحه ممتلئًا على آخره شهور الصيف كامل العدد وعليه لافتة «كامل العدد»، حتى أن معظم المسرحيات تعلق عملها في موسم الشتاء، إلا أنه هو وعادل إمام الوحيدان اللذان يقدمان مسرحياتهما حتى في موسم المدارس والشتاء وبنجاح ساحق، فكان منافسا شرسًا للزعيم.
مكتشف هنيدي
من الأسرار التي لا يعرفها أحد عن الفنان الراحل سيد زيان اكتشاف الفنان الكوميدي محمد هنيدي، فُيذكر أنه كان أول من قدم الفنان محمد هنيدي في مسرحية «أبو زيد» عام 1985.
ومن بعده قدمه في عدة مسرحيات معه حيث تنبأ له بمستقبل فني كبير، وقد كان.. وقدم أيضًا الفنان أحمد آدم في بداياته، وساعده حتى نال البطولة.
مرتل للقرآن
من الأسرار التي لا يعرفها الكثيرون عن الفنان الراحل سيد زيان أنه يمتلك صوتاً جميلاً معبراً، فقد كان والده يعده ليكون مقرئا للقرآن الكريم فقد حفظ القرآن الكريم كله، وهو صغير، وكان صوته قوي يشكله كيف يشاء في تلاوة القرآن الكريم إلا أن حبه للفن جعله يترك أو يبتعد بعض الشيء عن هذا الطريق.
وكان يقول إن والدته رحمها الله كما غضبت منه تدعو عليه قائلة: «ربنا يفرج عليك خلقه»، فاستجاب الله لدعوة أمه وأصبح خلق الله يتفرجون عليه من خلال أعماله سواء في السينما أو التليفزيون أو المسرح.
وكان يحب أن يغني في بعض أفلامه السينمائية والتليفزيونية، وكان شرطًا أساسيًا أن يغني على خشبة المسرح في مسرحياته فقد كان يجيد فن الموال حتى أن الجمهور يصفق مهللا أن يُعيد ويُزيد في الغناء والمواويل.
مرضه
وفي أواخر العام ٢٠٠٣ سقط فريسة لجلطة دماغية منعته من الحركة والكلام وأصيب بشلل نصفي، لتبدأ رحلة جديدة أخرى في حياته، وهي رحلة عودة سيد قارئ القرآن.
وكان قبل مرضه يذهب متخفيًا لحضور دروس الدين ومجالس لمشايخ، وقد أدي فريضة الحج أكثر من مرة وقام بعمل العمرة لأكثر من مرة أيضًا.
وبعد مرضه ابتعد عن الوسط الفني بمرضه، وتفرغ لاستعادة حفظه لكتاب الله وهو على فراش المرض لمدة ١٣ سنة كاملة.
وبعد أن أتم استعادة ما كان يحفظه من القرآن عن ظهر قلب جاءته منحة الشفاء من الله، فتحسنت حالته، وبدأ يقف على قدميه ويمشي وبعد فترة قدر إنه يتكلم، الأمر الذي أدهش الأطباء لأن كل التقارير الطبية كان تقول يستحيل، وقرر سيد زيان بعد تماثله للشفاء عدم العودة أو القُرب مرة أخرى من الوسط الفني نهائيًا.
حقق حلم والده عندما ختم القرآن وأصبح لا يفارق لسانه، واستمر رفيقًا له حتى توفي في أبريل 2016 بعد نطقه الشهادتين.