تُعتبر سلامة الرؤساء والزعماء من أصعب المهمات التي يتولها أي حراسات خاصة في العالم، فيعدُّ الحارس الشخصي هو أقرب شخص لهؤلاء الرؤساء، وذلك بحكم مسؤوليته الأمنية، فرغم الفارق الاجتماعي والسياسي، فإنه يعلم عنهم الكثير من تفاصيل حياتهم، التي قد تصل إلى معلومات لا يعرفها أقرب المقربين للرئيس.
ويمثل الحرس الشخصيون بعد سقوط عديد من الأنظمة «الصندوق الأسود»، حيث في بعض تبدأ الأمور بالخروج عن السيطرة، وهو ما دفع بعض الحراس الشخصيين للرؤساء، إلى الخروج عن صمتهم، يل ويصل الأمر للكشف معلومات سرية وتفاصيل، ظلت في جَعبتهم سنوات.
ويستعرض «لقطات» في التقرير التالي أبرز الأسرار التي كشفها الحراس الشخصيين عن رؤسائهم.
السادات
كشف اللواء أحمد الفولي، والذي كان يشغل منصب الحارس الخاص بالرئيس الراحل محمد أنور السادات كواليس وتفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الرئيس «السادات»، حيث فجر مفاجأة من العيار الثقيل عن محاولة اغتيال الرئيس الأسبق.
وقال «الفولي» في تصريحات تليفزيونية إن الرئيس السادات لم يمت برصاص خالد الإسلامبولي، المتهم الرئيسي في القضية، لأنه لم يكن يحمل سلاحًا، لافتا إلى أن الوفاة نتيجة رصاصة في الصدر من طبنجة المتهم الثاني عبد الحميد عبد السلام.
وخلال تصريحاته، قال اللواء أحمد الفولي إن الوفاة نتيجة رصاصة في الصدر من طبنجة المتهم الثاني عبد الحميد عبد السلام.
وأضاف اللواء أحمد الفولي أن السادات كان واقفًا وخلفه اللواء حسن علام ووقف معه كبير الياوران، وقال السادات للإسلامبولي: «يا ولد.. فيه إيه يا ولد»، ومع انفجار القنابل ودفعات البنادق الآلية، نزل الجميع تحت الكراسي باستثناء السادات، الذي توفى نتيجة رصاصة واحدة أطلقت واصطدمت بالحاجز الرخامي للمنصة، وارتدت إلى السادات من أسفل البطن إلى أعلى.
صدام حسين
كثيرًا ما أثار الرئيس الراحل صدام حسين الجدل حول أسراره، إلا أن بعد سقوط نظامه في العام 2013، ظهرت على السطح كثير من الحكايات والأسرار الخاصة بفترة حكمه، أهمها التي كشفها «سنان مهند موفق»، نجل الحارس الخاص بصدام حسين.
ووفقًا لما أوردته فضائية «العربية» فإن مهند موفق الذي لازم صدام السنوات العشر الأخيرة قبل سقوط بغداد فِي ِيد الأمرِيكِان، فإن الرئيس الراحل لم يقبض عليه بالحفرة، كما أظهرت وسائل الإعلام الأمريكية، ولا بنفس هذا التاريخ، إنما هو فيلم أمريكي كان المقصود به إهانة صدام.
وأشار «سنان» في تصريحاته إلى أنهم لم يستطيعوا إهانته، خاصة أنه رفض أن يلبس الكيس الأسود وقت إعدامه، واستقبل الموت بشجاعة واستشهد.
وكشف نجل حارس الرئيس العراقي الأسبق عن خطة صدام حسين حول هروبه من خلال مطار العراق، وهي إغراقه بالمياه وكهربته، ولكن الجواسيس أخبروا الأمريكان بالخطة، فضربوا المطار بمئات القنابل، ثم نزلت قواتهم إلى شوارع بغداد، التي خرج منها صدام مع رفاقه إلى «زيونة» وكان والده معه.
حسنى مبارك
بعد تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، خرج اللواء عبدالرحمن العدوي، نائب مدير أمن مؤسسة رئاسة الجمهورية والمسؤول الأول عن تأمين مبارك ومقار الرئاسة، في عدة حوارات كشف فيها عن أسرار فترة توليه حماية الرئيس الأسبق.
ومن أهم الوقائع التي كشفها اللواء عبدالرحمن العدوي كان واقعة اغتيال مبارك في مدينة نيرويى، عاصمة كينيا، في مؤتمر القمة الإفريقية.
وأضاف «العدوي» في تصريحاته آنذاك أنه كانت هناك محاولات للاعتداء عليه أثناء دخوله المؤتمر عن طريق الحراسة الخاصة بالجانب الليبي، إلا أنه تمت السيطرة وقتها على الموقف، مؤكدًا أن العقيد معمر القذافي الرئيس السابق لليبيا هو من كان وراء ذلك.
وأشار إلى أن السبب وراء تدبير القذافي لاغتيال مبارك، يعود لخلاف قديم يعود لأيام السادات على البترول في الصحراء الغربية والمياه الجوفية، فضلاً عن أن القذافي يريد أن يكون هو زعيم المنطقة العربية، ولم يكن هناك أي عائق أمامه سوى مبارك.
معمر القذافي
اشتهر الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي بإثارته للجدل، وكان من أبرز الأشياء المثيرة للجدل في حياته حراسته الشخصية والتي كانت تتألف كلها من النساء الجميلات.
وعن أسرار الزعيم الليبي، كشفت جميلة المحمودي، حارسة العقيد عن الوجه الآخر لحاكم لم يكن عاديًا، بل كانت طباعه التي يراها البعض غريبة، مثيرة للجدل والتندر في حياته وبعد مماته.
وفي تصريحات تليفزيونية، قالت «جميلة» إن القذافي وقع في حب مصرية، ولسبب ما لم ترد جميلة المحمودي الإفصاح عنها، لم تكتمل قصة الزعيم الليبي مع ابنة أحد أبطال حرب أكتوبر، وهي ذاتها الحرب التي كانت من أسباب توتر العلاقة بين معمر القذافي، والرئيس الراحل أنور السادات، حيث توقفت المساعدات التي كان يرسلها القذافي لمصر قبيل حرب أكتوبر.
وفي سياق مُتصل، خرج أيضًا العقيد عبدالسلام خلف الله النداب، الحارس الشخصي القديم، ليكشف أسرارًا جديدة من حياة العقيد الليبي معمر القذافي بعد الإطاحة.
وأشار «النداب» إلى أنه حاول استغلال حادثه اعتداء ابنه على الخادمة السويسرية لتأجيج مشاعر المسلمين ضد سويسرا، حينما أعلنت عن منع إقامة المآذن بهدف التغطية على فساد ابنه.
ويقول الحارس الشخصي القديم للقذافي: «لقد فصلت من العمل مع القذافي منذ سنوات، حينما كنت حارسًا شخصيًا له، بعدها تغيّر مسار حياتي ولم أعد عسكريًا».
دونالد ترامب
استمرارًا لمسلسل إثارة الجدل حول حياة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، تقريرًا يفيد بأن حارسه الشخصي سبنسر واجنر مارس العلاقة الحميمية مع زوجة ترامب، ماريا مابلس، عام 1996، عندما عينه ترامب حارسه الشخصي، لكن واجنر أنكر هذا الأمر، قائلا: «إنه فقط حارس ترامب الشخصي، ليس أكثر من ذلك».
