في نبأ مقتضب، أعلنت وكالات الأنباء عن وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الأراضي السعودية للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.. وبعدها بساعات أعلن مغادرته دون التطرق لتفاصيل اللقاء..
فما الذي دار بين الزعيمين على مائدة السحور؟ وما الملفات الهامة التي ركز الطرفين على مناقشتها؟ كل هذا وأكثر نقدّمه في التقرير التالي من «مباشر 24».
غادر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مدينة جدة السعودية، فجر الإثنين، بعد لقائه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إذ بحث الجانبان آفاق التعاون المشترك وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وقضايا ذات اهتمام مشترك، وفقا لوكالة الأنباء السعودية (واس).
وكان قد أُعلن قبلها بساعات عن وصول الرئيس المصري إلى مدينة جدة مساء الإثنين، إذ كان باستقباله وتوديعه ايضا بالمطار ولي العهد السعودي.
وحسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”، فقد جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية الوثيقة والتاريخية بين البلدين الشقيقين، وآفاق التعاون المشترك وسبل تعزيزه وتطويره في مختلف المجالات.
إلى جانب بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها، بالإضافة إلى بحث مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وحضر اللقاء من الجانب المصري، حضر اللقاء رئيس جهاز المخابرات اللواء عباس كامل، ومن الجانب السعودي، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد.
من جانبه، نشر الرئيس المصري صورة عبر حسابه الرسمي على موقع “فيسبوك” تظهر اجتماعه بولي العهد السعودي، وعلق عليها بالقول: “سعدت بلقاء شقيقي سمو الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، وإنني إذ أعبر عن امتناني وتقديري لحُسن الاستقبال والضيافة، أؤكد على عُمق ومتانة العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة العربية السعودية، وأتطلع لتنميتها وتعزيزها في كافة المجالات، وبما يحقق المصالح المشتركة لبلدينا، وتطلعات شعوبنا العظيمة”.
وتأتي الزيارة في إطار العلاقات المصرية السعودية المتميزة، وما يربط بين الدولتين الشقيقتين من علاقات أخوة وتعاون على جميع الأصعدة.
يشار إلى أن الرئيس السيسي، قد أكد الشهر الماضي، أن مصر تتمتع بعلاقات طيبة مع جميع الدول، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
وقال السيسي خلال افتتاح المرحلة الثانية من مصنع «سايلو فوودز» بمدينة السادات شمال غرب القاهرة: «علاقتنا طيبة بالجميع وهذا النهج نسلكه منذ أن توليت المسؤولية».
وأكد السيسي آنذاك، حرص مصر على علاقتها بالمملكة العربية السعودية والدول الأخرى، مضيفًا أن سياسة مصر دائمًا سياسة تتسم بالاعتدال والتوازن والانضباط الشديد تجاه الجميع في الداخل والخارج.
لكن السؤال ما الذي دار في الغرف المغلقة بين الرئيس المصري وولي العهد السعودي؟
السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، وفي تصريحات نقلها موقع صدى البلد المصري.. قال إن هناك تطورات متسارعة في المنطقة خاصة الدول العربية الرئيسة، وشهدنا خلال الفترة الأخيرة عملية استرداد للعلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج جميعًا.
ولفت حسن إلى أن التوقعات تشير إلى أنهما ناقشا حضور سوريا للقمة العربية المقبلة؛ لأن القمة ستعقد في السعودية، وتستطيع الرياض أن تعطي الضوء الأخضر للجامعة العربية بتوجيه الدعوة لسوريا للحضور باعتبارها الدولة التي ستقام القمة على أراضيها.
وأضاف أنه جري بحث العلاقات الثنائية بين مصر السعودية وكذلك مناقشة التبادل التجاري والاستثمارات المصرية في السعودية والتعاون في أزمتي الغذاء والطاقة.
واختتم أن هذه الزيارة جاءت لتأكد متانة العلاقات بين البلدين ولتمحي كل المحاولات الهدامة وما أثير في بعض وسائل الإعلام مؤخراً من لغط حول العلاقات بين السعودية ومصر.
وشهدت العلاقات المصرية – السعودية تطورًا كبيرًا فى شتى المجالات، حيث تعد علاقات البلدين ذات تاريخ طويل من التعاون وجذور ضاربة في عمق التاريخ وحجر أساس لاستقرار العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
كما أن العلاقة بين البلدين تشهد تطورًا ملحوظًا خصوصا أنها علاقات تاريخية ومبنية على التعاون الاستراتيجي والتنسيق المستمر تجاه القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما أن العلاقة وصلت بدعم وتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودي المصري والاتفاقات المتبادلة والبروتوكولات ومذكرات التفاهم بين المؤسسات الحكومية.
ومصر والمملكة تتمتعان بثقل وقوة وتأثير على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية مما يعزز من مستوى وحرص البلدين على التنسيق والتشاور السياسي المستمر بينهما لبحث مجمل القضايا الإقليمية والدولية فى مواجهة التحديات المشتركة وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والأمن والسلم الدوليين.