احتفلت الفنانة مديحة يسري والشهيرة بـ «سمراء النيل» أمس بذكرى عيد ميلادها الـ 96، حيث احتفلت به في المستشفى الذي تتلقى فيه العلاج بالقاهرة، وسط مجموعة من الفنانين زاروها للاحتفال معها بتلك المناسبة، كان أبرزهم سمير صبري وسامح الصريطي.
وعلى مدار عمرها تضمنت حياتها فصول عديدة، لا تتسع المجلدات لكواليسها، بداية من علاقتها بعباس العقاد، الذي كان يهيم بها عشقا، ومرورا بزيجاتها المتعددة، وكذلك وفاة ابنها الوحيد «عمرو»، إثر دهس سيارة نقل له، لترديه قتيلا وهو في عمر السادسة والعشرين، وانتهاء بواقعة تأميم «عبد الناصر» جميع ممتلكاتها، والتي تذكرها كواحدة من أكثر اللحظات قسوة في حياتها.
نشأتها
وُلدت هنومة حبيب خليل في يوم الثالث من شهر ديسمبر عام 1921، وعرفها الجمهور باسم مديحة يسري، وقد زخرت حياتها بالمواقف والأحداث والصراعات، منها ما جاء على لسانها في لقاءات تليفزيونية، وحوارات صحفية، ومنها ما أورده المؤلفون والنقاد في كتبهم نقلا عن مقربين منها، أو عن أنفسهم نتيجة احتكاكهم بها في فترة من الفترات.
تأميم ممتلكاتها
من المواقف التي لا تنساها مديحة يسري في حياتها هي تأميم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لممتلكاتها بعد ثورة يوليو 1952، إذ كانت «مديحة» تمتلك مصنعا، وفيلا.
كما تم تأميم شركة للإنتاج أسستها مع طليقها الفنان محمد فوزي، وعددا من السيارات الخاصة، قبل أن تأتي رياح التأميم وتجرفها بعيدا عنها، لتتركها وحيدة في مواجهة مصير أسود لا تعلم هي نفسها كيف تحملته.
الحجز على أموالها
وفي أحد اللقاءات التليفزيونية السابقة قالت مديحة يسري أن من أسوأ المحطات في حياتها، محطة تأميم ممتلكاتها فقالت: «كان عندي فيلا أقرب للقصر على مساحة فدانين.. حجزوا عليها وخدوا كل حاجة كانت جوا الفيلا حتى الملابس والفساتين بتاعتي.. وحجزوا على جميع سياراتي لدرجة إني كنت باركب وقتها التكاسي»، لافتة إلى أنها وقتها باعت مجوهراتها حتى تنفق على نفسها، وقامت بتحويل مكتبها مقر سكن لها؛ لأنه لم يعد لديها بيت.
أشارت «مديحة» في حوارها إلى أن الله – عز وجل – لم يتركها في هذه الظروف الصعبة، ودائما كانت تشعر بأنه يقف بجانبها، مشيرة إلى أنه كان يفرجها عليها كلما كانت تحتاج لأموال، خاصة أنها في إحدى المرات لم تكن معها أية أموال، وإذا بمنتج يمني يطلب منها شراء أفلامها مقابل 10 آلاف جنيه، وكانت وقتها ثروة كبيرة.
وزير المالية السعودي
علمت من رئيس بنك القاهرة، أن وزير المالية السعودي هو من اشترى فيلاتها بعد تأميمها، ودعاها رئيس البنك كي تتناول الغداء معه بعد يومين لكنها رفضت، فاتصل الوزير بها وأخبرها بأن تذهب إلى الفيلا وتأخذ كل ما تريده منها قبل تسليمها، فأعلمته أن الفيلا خاوية على عروشها، فأقسم برأس الملك عبد العزيز آل سعود على تعويضها بأي شيء تطلبه، إلا أنها رفضت، وبعد إلحاح منه طلبت منه أن تحصل على نسخة من مصحف موجود في بنك القاهرة، مكتوبة أولى صفحاته بماء الذهب، فكان لها ما أرادت، وكان ذلك تعويضها عن جميع ممتلكاتها الضائعة.