آل باتشينو هو مخرج وممثل أمريكي حصل على العديد من الجوائز منها جائزتين أوسكار وأربعة جوائز جولدن جلوب، وأيضًا جائزة إنجاز مدى الحياة من معهد الفيلم الأمريكي.
شارك آل باتشينو في العديد من الأفلام أهمها Scent of Woman و Scarface و The Godfather وأخر أعماله مشاركته في فيلم مارتن سكورسيزي The Irishman من انتاج نتفلكس المقرر عرضه هذا العام.
واحتفل آمس آل باتشينو بعيد ميلاده الثامن والسبعون، ونستعرض خلال الآتي تفاصيل أشهر حوار له مع موقع The Talks
س: سيد آل باتشينو، كيف تتعامل مع مقدار نجاحاتك الخاصة؟
ج: لا أعلم، لا أفكر في الأمر بهذه الطريقة، لا أعتبر ما وصلت له نجاحات، بل أنها على الأرجح مجرد أدوار لعبتها مثل لوحات الرسام، أعني.. تخيل أن يقول ممثل: “لا أريد التمثيل مرة أخرى لأنه من المستحيل أن أقوم بدور أفضل من دوري في الفيلم الأخير إذًا يجب أن أعتزل الآن” الكل سوف يقول على هذا الشخص أنه يستريح على ذكرى أمجاده، وأعتقد أنه عليك ألا تفعل ذلك، من المغري أن تقوم بالراحة على ذكرى أمجادك، أن تحصل على الكثير من المال ومن ثم تجد وظيفة أخرى، ولكن لسبب ما لا أعلمه أريد دائمًا العودة للتمثيل.
س: لأنك تحاول صنع شيئًا جديدًا؟
ج: نعم، إذا وجدت شيء أشعر أنني أستطيع المساهمة فيه بشكل ما، والشعور بأنني جزء منه، سوف أفعل ما في وسعي للمشاركة، بغض النظر عن معنى كلمة «مشاركة» هنا. ما أعنيه هو ما قاله شكسبير ذات مرة: “أن تنعكس في مرايتك طبيعة الإنسان” إذا كان تعبيري عن شيء ما أشعر به هي وسيلة بها أمارس موهبتي محاولًا التواصل مع دور إنسان في فيلم، سوف أحاول جاهدًا أن أفعل ذلك، لن أقول أبدًا كلمة «تقاعد» لأنها كلمة من الغريب أن تخرج من فم فنان.
س: الفنان كريستو يقول أن الفنان لا يتقاعد ولكنه يموت فقط
ج: ولكن هناك فنانين بالفعل لجأوا للتقاعد، مثل فيليب روث. لقد قمت بالمشاركة في فيلم مبني على كتابه The Humbling. ترك فيليب مهنة الكتابة وهو الآن سعيد كما يقول، وهو الآن يفعل ما يفعله، انا أفهم هذا، أن الأمر يتحول في النهاية إلى روتين، انت تستلم السيناريو ثم تقرأه ثم تقوم بحفظ الدور والأمر يحدث بالمثل كل مرة، لذلك تبحث عن أشياء أخرى، مثل أن تبحث عن مخرج يمكنه بالفعل إستغلال موهبتك.
س: ولكن كل المخرجين بالفعل يودون العمل معك
ج: قبل فيلم The Godfather الجزء الأول، لم يكن يريدني أي شخص، ولكن فرانسيس كان يريدني، ولن أكن أفهم لماذا. كل الستوديوهات رفضتني لم يكن يريدني أحد، لم يكن أحد يعلم من انا. أعتقد عندما يبدي مخرج ما اهتمامه بي لدي ميل لأن أميل للأمام لا للخلف، لأنني أبحث دائمًا على مخاطر لاتجاوزها، شيء ما يثير في روح التحدي، لا يهم إن سقطت لأنني دائمًا ما أنهض وأكمل طريقي.
س: لماذا؟
ج: عندما تقوم بفعل ما أفعله لوقت طويل، يجب أن تبقي ذهنك مفتوحًا، لا يجب عليك الإنغلاق على منطقة راحتك لأن الشعور بضعف الحب خلال ما تفعله هو أمر مهم، لا يمكنك حماية نفسك من التغيير، كما يقول بريشت في مسرحيته العظيمة التي كتبها وهو في عمر صغير. في عمر الـ 22 كتب مسرحية In The Jungle of Cities وعلى لسان إحدى الشخصيات قال: “جلد المرء رقيق جدًا بالنسبة لهذا العالم” لذلك، هو يرى أن جلد المرء، أي قدرته على التحمل سوف تزيد مستقبلًا، حتى يقابل أشياء في النهاية لا يقدر على الشعور ناحيتها بأي شيء.
س: هل ندمت من قبل على أفلام شاركت فيها فقط بسبب رغبتك في العيش خارج حدودك الخاصة؟
ج: لست نادمًا على أي شيء، أشعر أنني فعلت ما يمكن وصفه بـ «الأخطاء» مثل اختياري لفيلم خطأ أو فشلي في القيام بدور شخصية ما ولكن كل شيء تفعله هو جزء منك يبقى داخلك، ما أعنيه هو تلك الإثارة حيال وجودي في هذه المواقف، الأمر أكبر من مجرد ذكريات، الأمر يؤثر في حياتك مباشرة، لذلك لا أندم على أي شيء.
.س: ولا حتى رفضك المشاركة في فيلم Star Wars؟
ج: Star Wars.. نعم..هذا كان أول خطأ جسيم أفعله.
س: ورفضك لسيناريو تيرانس ماليك؟
ج: نعم، منذ وقت طويل أرادني تيرانس أن أشارك في فيلمه، ولطالما تمنيت ذلك.. ولكن هذا ليس الخطأ الوحيد، لدي متحف مليء بالأخطاء به كل السيناريوهات التي رفضتها.
س: هل تعتقد أن منهجك الآن ناحية التمثيل مختلف عن ما قبل؟
ج: نعم، أعتقد ذلك، وإلا فلم أكن لأستمر كل هذا الوقت. أعتقد أنك أثناء حياتك تمر بالكثير من الدورات الحياتية، هذا هو معنى «العمر» أعتقد أنه في لحظة تكون هنا وفي اللحظة التي تليها تختفي، أيًا كان الوقت، انت تذهب فقط ولا تعرف متى، لا أحد يعلم، لهذا السبب ندور في دوائر.
س: هل تستمتع بهذه الدورة من حياتك؟
ج: أتعلم؟ عندما أفكر في هذا.. هل الكوب نصف ممتلئ أم نصف فارغ؟ هذه هي الحال لنا جميعًا، حقًا. هناك أيام أشعر أنني أستمتع بالأمر كثيرًا ولكن هناك أيام أخرى أصاب بالملل، إن كنت رسامًا لن يسأل أي شخص عن عمري لأنني «رسامًا» ذلك يعني أنني فنان. أكره قول هذا، لا أحب قول هذا أبدًا، هذا شيء تعلمته في حياتي المبكرة، قالت لي تلك السيدة التي كنت أعيش معها مرة: “أيًا كان ما تفعله لا تخبرهم أبدًا أنك فنان” وقمت بالرد عليها قائلًا: “أعلم! انا لا أخبرهم هذا!” (ضاحكًا) سأتجنب قول ذلك. وقد تجنبت هذه الكلمة معظم حياتي. دعني أضع الأمر بهذه الطريقة، أعتقد أنني فنانًا، آمل هذا، ولكني لو كنت رسامًا، لاختلفت الأسئلة.
س: ولكن كل الممثلين لديهم نفس المشكلة
ج: لأنه أمر يتعلق بالمظهر، الصورة، يجب علينا دائمًا التعامل مع مظهرنا الخارجي بجدية حتى بالرغم من لعبنا لأدوار مختلفة، المظهر الخارجي دائمًا مهم، ذلك هو سبب وجود بعض الشيء من الإدعاء في كلمة «فنان» لأنك في النهاية نجم سينمائي، وهو الأمر الخاطيْ أيضًا، هذا أيضًا إدعاء..عندما يقول شخص “انا نجم سينمائي!” كما لو أنه يقول “لا يمكنك قول أي شيء الآن”.