أهم المعلومات عن تساي رئيسة تايوان كابوس الصين الجديد

تتنبأ بمستقبل لم تره حتى اليوم، فقالت سيأتي الصينيون عبر نهر تامسوي مباشرة ليأخذوني، المرأة التي تتحدث هي رئيسة تايوان تساي إنج ون، والتي ستكون نهايتها في أفضل الأحوال حسب توقعاتها أسيرة لدى بكين.

وتعرف في قرارة نفسها أن هذا السيناريو المشؤوم لو سيتحقق فإنه اقترب بالفعل، خاصة بعد استقبالها نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي، تلك الزيارة التي أغضبت الصين وجعلتها ترمى الذخائر فوق رأس تايوان.

ليس هذا فقط فإعادة انتخاب رئيسة تايوان لفترة رئاسية ثانية عام 2020، كان بمثابة الهدية الأسوأ للقيادة في بكين بمناسبة رأس السنة الصينية الجديدة، بعد أن صوت أكثر من ثمانية ملايين ناخب من أصل تسعة عشر مليون لصالح تساي

إنها تساي إنج ون المرأة القوية الوحيدة التي وقفت في وجه التنين الصينين، والتي ترأس الحزب الديمقراطي التقدمي الداعي إلى الاستقلال عن الصين، على حساب خصمها المؤيد للصين.

وبفوزها أصبحت هذه المرة الرابعة التي يفوز فيها الحزب التقدمي الديمقراطي، من أصل سبع انتخابات رئاسية في تايوان

وهو ما يعكس رفضاً شعبياً، ما زال متواجداً حتى اليوم في الجزيرة لفكرة الوحدة والاندماج مع الصين.

ومازالت تساي في وضع لا تحسد عليه من قبل انتخابات 2020، فعملت الصين على عزل تايوان دبلوماسياً واقتصاديا، وكثفت جهودها لإنهاء فكرة استقلال الجزيرة ودمجها في البر الرئيسي.

كما أعلنت بكين حقها في دخول تايبيه إذا ما تحركت نحو الاستقلال الرسمي، وكثفت مناوراتها العسكرية في بحرها الشرقي، ومازال السيناريو يتكرر إلى يومنا.

لكن ما جعل أسهم تساي السياسية ترتفع، هي نجاحها في استخدام الأزمة المستمرة كورقة سياسية، لإثبات فشل صيغة “دولة واحدة ونظامان”، التي تسعى بكين إلى تطبيقها في تايوان، وهو ما عزز مقاومة سكان الجزيرة للرغبة الصينية طوال السنوات الماضية.

ورغم تجنب الرئيسة تساي في حملتها الانتخابية عام 2020، إثارة غضب بكين في التحدث عن مستقبل الجزيرة السياسي

فإن نتائج الانتخابات جاءت وقتها لتؤكد توجه الرأي العام في تايوان نحو بلورة هوية مستقلة، وبالتالي إبقاء الجزيرة على خلاف مع سلطات البر الرئيسي، وهو ما نشهده الآن وما زال مستمراً.

كما أن فوز تساي للمرة الثانية دفع حزبها الديمقراطي، إلى التفكير جدياً في خطوات عملية لتحقيق الاستقلال الرسمي عن الصين.

لكن تساي أخذت قرارها بالرفض القاطع للإنضمام للصين، وأخذ خطوات فعلية لفك أي ارتباط بالتنين الصيني، مما يجعل بكين تفكر بأن مشكلتها الحقيقية في تايوان هي هذه المرأة.

كما بات من الواضح أن إعادة انتخاب تساي إنج، جعلت رائحة النزاع تزكم الأنوف على الحدود، فهل تظل تساي تسير على نهج القادة الأوكرانيين، في المضى قدماً بإثارة عداء الجار العملاق والرهان على الغرب؟أم ستتحق نبوءتها لشكل نهايتها على يد الصين عما قريب؟

 

Exit mobile version