يبدو أن الجبال فقدت قوتها، ولم تعد رواسى في الأرض بسبب عاصفة الزلازل التركية التى لا تتوقف، ويهرب بسببها العشرات من مساكنهم ويندفعون إلى الشوارع خوفا من شبح زلزال الإثنين الأسود، وأن تتحول منازلهم إلى مستقرهم ونهايتهم تحت الركام.. ماذا يحدث في تركيا؟
بقوة وصلت إلى 7.8 درجة، ضرب زلزال قوي وسط تركيا وسوريا فجر السادس من فبراير الماضي، مما تسبب في رحيل المئات ومحاصرة كثيرين وتدمير العديد من المباني وشعر أيضا سكان قبرص ولبنان بالزلزال المدمر، وعلى الرغم من مرور نحو شهر على الزلزال المدمر إلا أن الهزات الأرضية لا تتوقف منذ ذلك الحين، حيث تم رصد 11020 هزة ارتدادية منذ الزلزال المدمر قبل نحو شهر فقط.
فيما سجلت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ وقوع نحو 33 ألف زلزال في عام 2020 ، بما في ذلك 322 زلزال بقوة تزيد عن 4 درجات على مقياس ريختر، حسب ما أوردته صحيفة “ديلي صباح” التركية.
ويطرح تكرار الزلال والهزات الأرضية في تركيا أكثر من علامة استفهام عن السبب وراء ذلك.وربط العديد من المراقبين سبب الزلازل في تركيا بـ«قدر الجغرافيا”، حيث يشير موقع “ذا كريشن ساينس مونيتور” أن تركيا تقع في واحدة من أكثر مناطق الزلال نشاطا في العالم.
وتقع معظم تركيا على الصفيحة التكتونية الأناضولية، إذ تتواجد بين الصفيحة العربية، والتي تتجه شمالا بمعدل يقارب بوصة واحدة سنويا، والصفيحة الأوراسية التي تمثل نسبيا الجسم الثابت “قشرة غير قابلة للحركة”. وبينما تعيق الصفيحة الأوراسية أي حركة باتجاه الشمال، فإن ذلك يؤدي إلى “ضغط” تركيا، التي تقف على مجموعة من خطوط صدع.
وقال روس شتاين المتخصص بالجيوفيزياء في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا أن “كل ما يحدث لتركيا هو نتيجة لشق شبه الجزيرة العربية طريقها إلى تركيا وإيران، وأضاف أن هذا التمدد يدفع الصفيحة العربية شمالا.
وفي نفس السياق، أوضحت صحيفة “ديلي صباح” التركية أن أكثر خطوط الصدع تدميرا في تركيا هو خط الصدع الواقع شمال الأناضول، إذ تلتقي صفيحتا الأناضول والأوراسيا.
وأضافت أن هذا الخط يمتد من جنوب مدينة إسطنبول وعلى طول الطريق إلى شمال تركيا، وأردفت أن هذا الخط تسبب في وقوع زلازل مدمرة على مر التاريخ.
ومع استمرار الهزات الأرضية، لم تعد الجبال رواسي مستقرة في مكانها، فتداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي تسجيل فيديو، لانهيارات صخرية بولاية قيصري وسط تركيا تهدد حياة العشرات بسبب الزلازل المستمرة.
وهرب العشرات إلى الشوارع خوفا من أن تؤدى الانهيارات الصخرية بالجبال إلى أضرار بمنازلهم وبالتالى تهدد حياتهم بشكل مباشر.
ويعيش الملايين فى تركيا، في أهوال يوم القيامة بسب عدم استقرار الأرض، واستمرار شبح انهيار المنازل بعد زلزال السادس من فبراير والذي تسبب في نحو 50 ألف تركى، بعد فقدوا حياتهم تحت ركام المنازل المنهارة.. فمتى تستقر الأرض؟