لم يكن يتصور أحد أن يخرج هذا التصريح من أحد قيادات القارة العجوز عن نفاد مخزونات المعدات العسكرية لدول القارة العجوز.. فهل من السهل على العقل أن يستوعب أن أكبر القلاع الصناعية في العالم عجزت عن توفير المعدات العسكرية لجيشها وللجيش الأوكراني.. ماذا حدث في أوروبا؟
في تصريح مفاجئ يدل على خطورة الوضع في أوروبا، أعلن مفوض السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، أن دول الاتحاد استنفدت مخزوناتها العسكرية بسبب توجيهها لدعم أوكرانيا.
مما ينذر بتعرض الأمن القومي الأوروبي للخطر في حال نشوب أي مواجهات عسكرية مباشرة سواء إذا ساءت الأوضاع مع روسيا أو أي قوة عسكرية أخرى لها قدرات عسكرية كبيرة.
وقال “بوريل”: هذه المواجهات كانت أيضا بمثابة جرس إنذار لنا جميعا فيما يتعلق بقدراتنا العسكرية، لقد أعطينا أوكرانيا معداتنا العسكرية، ولكنّنا من خلال ذلك أدركنا أن مخزوننا قد نفد”.
وكشف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي أن نفاد احتياطى المعدات العسكرية الأوروبية سببه عدم تلقى المجمع الصناعى العسكرى الأوروبى التمويل المناسب خلال السنوات الماضية.
وفي مايو الماضي، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عزم الاتحاد على زيادة نفقاته الدفاعية بقيمة 200 مليار دولار، وذلك على خلفية تطورات الوضع في أوكرانيا.
إعلان مفوض السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى نفاد المعدات العسكرية الأوروبية، يطرح سؤال عن مدى إمكانية استمرار حلف الناتو في مد أوكرانيا باحتياجاتها العسكرية في المواجهات مع روسيا، والمستمرة منذ فبراير الماضي.
وتوقع محافظ البنك المركزي الأوكراني، أندريه بيشني، زيادة حجم المساعدات الدولية لأوكرانيا وتجاوزها مبلغ 31 مليار دولار بحلول نهاية العام الجاري.
ومن جانبه، قال الدكتور نبيل رشوان المحلل السياسي و الخبير بالشأن الروسي، إنه لا يتصور أن الدعم الأوروبي سيتوقف لأوكرانيا، مؤكدًا أن مثل هذا القرار ليس بالأمر البسيط.
وأضاف “رشوان” في تصريحات صحفية: “أن الـ”ناتو” يرسل قوات لرومانيا حاليًا تحسبًا لأي تصرف روسي، كما أن الأوربيين ووسط آسيا يتوجسون من أوكرانيا، لأن وسط آسيا أكثر قربًا لروسيا من حيث المنظومة السياسية، بينما أوروبا لا تريد دولة كبيرة المساحة وقويه عسكريًا مثل أوكرانيا أن تصبح في يوم ما زعيمة الاتحاد الأوروبي”.
وتابع: كما سيتم إنفاق من مبالغ ضخمة إذا دخلت أوكرانيا الاتحاد الأوروبي لبناء الدولة من جديد و ناء البنية التحتية لهذا الأوروبيين في حالة توجس وبنفس الوقت يعتبرون أوكرانيا أول من يدافع عنهم أمام الخطر الروسي.
وأوضح «رشوان» أن الأوروبيين الآن فى حيرة بين ترك أوكرانيا لمصيرها لمصيرها أمام روسيا وقدارتها العسكرية، ثم يتحول الخطر الروسي بعد ذلك إلى أوروبا والناتو، وبين ومواصلة دعم أوكرانيا وبالتالى التأثير على المخزونات الأساسية العسكرية للاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى أن دولة مثل بريطانيا ليست من دول الاتحاد الأوروبي، لكن لها دور حيوي ومهم ولن تتوقف عن دعم أوكرانيا، كما أعلن وزير الخارجية الخاص بها، مضيفًا أنه إذا تم المساس بالمساعدات المادية التي أضافها الاتحاد الأوروبي فلا يتصور أن يتم وقف المساعدات العسكرية.
وجدت دول أوروبا نفسها مع طول أمد المواجهات بين روسيا وأوكرانيا، والتي قاربت على سنة، مستنزفة ماديا وعسكريًا، إلا أنها لا تستطيع الانسحاب بسهولة من دعم أوكرانيا لاسيما أنه ستكون لقمة سائغة لروسيا، دون الدعم المادى والعسكري من الاتحاد الأوروبي، وبالتالى سيجد الناتو نفسه فى مواجهة مباشرة مع روسيا.. فهل تستمر المساعدات العسكرية لأوكرانيا؟