يبدو أن الوقت قد حان لتستعيد القاهرة أمجادها وأن تكون محورًا للطاقة بشرق المتوسط، سواء عن طريق تصدير الكهرباء أو الغاز، حيث تسعى مصر عبر خطة خمسية لأن تكون مصدرًا للكهرباء إلى القارة العجوز .. ماهي خطة القاهرة؟
في خطوة توصف بأنها تاريخية فى مجال الطاقة بالعالم، كشف وزير البترول المصرى طارق الملا، عن ملامح هذه الخطوة عن طريق مشروعات الطاقة المتجددة الجديدة التى ستمكن مصر من الإسراع في أن تصبح موردا للطاقة والهيدروجين إلى أوروبا.
البداية كانت مع بلومبرج، حيث كشفت أن مصر تريد إرسال الكهرباء إلى قبرص واليونان عبر كابل تحت البحر المتوسط، ولا يزال من غير الواضح من سيمول الكابل.
وقال الوزير طارق الملا فى مقابلة مع الوكالة على هامش قمة المناخ العالمية المنعقدة فى شرم الشيخ إن هناك الكثير من التطور فى هذا التواصل، مضيفا أن المناقشات حول الكابل تشهد تقدما، ويمكن أن تصبح مصر مستعدة لإرسال الطاقة إلى أوروبا فى غضون خمس سنوات، مشيرًا إلى أن مصر تهدف إلى أن تكون محور لشحنات الغاز الطبيعى المسال فى البحر المتوسط.
وكانت اليونان ومصر، قد وقعتا في شهر أكتوبر من العام الماضي اتفاقا يمهد لمد كابل تحت سطح البحر ينقل الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة في شمال إفريقيا إلى أوروبا، هو الأول من نوعه في البحر المتوسط.
ووقع وزير الطاقة اليوناني كوستاس سكريكاس ونظيره المصري محمد شاكر مذكرة تفاهم بخصوص المشروع في مراسم في أثينا.
وقال سكريكاس: “هذا الربط مفيد لكل من اليونان ومصر والاتحاد الأوروبي”، مؤكدًا أن المشروع سيساهم في بناء محور للطاقة بشرق المتوسط ويعزز أمن الطاقة في المنطقة، مؤكدًا أن مجموعة العمل ستبحث سبل تمويل تنفيذ المشروع وتسهل عملية منح التراخيص والموافقات اللازمة.
وبموجب مذكرة التفاهم بين اليونان ومصر سيتم تشكيل مجموعة عمل رفيعة المستوى تضم مسؤولين كبارا وممثلين عن شركات إدارة شبكات الكهرباء والجهات التنظيمية.
وعلى الجانب المصرى أكد وزير الكهرباء محمد شاكر إن الربط الكهربائي بين مصر واليونان سيخلق شبكة متصلة جيدا عبر شرق البحر المتوسط، مضيفا أنه سيعزز تغلغل الطاقة النظيفة ضمن مزيج الطاقة في الاتحاد الأوروبي.
ويعزز الاتفاق بدرجة أكبر العلاقات بين اليونان ومصر اللتين وقعتا العام الماضي اتفاقا بشأن الحدود البحرية، يمنحهما حقوقا بشأن الموارد الطبيعية.
وكان مصدر مسئول بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أكد أنه لتنفيذ مشروع الربط الكهربائى بين مصر واليونان وقبرص سيتم مد كابلات تحت المياه بين البلدين بطول 900 كيلو على عمق 3 آلاف متر.
ومن المؤكد أن مصر بخطتها للدخول فى سوق الطاقة ونقل الكهرباء إلى أوروبا، خلال 5 سنوات عبر كابل بحرى، ستدخل عرين الأسود، حيث ستساهم فى إفشال خطط إقليمية بشأن توريد الطاقة إلى أوروبا حيث ستفقد روسيا ورقتها الأهم للضغط على القارة العجوز، وستفقد سيطرتها على إمدادات الغاز إلى أوروبا أهميتها، كما سيفقد الغاز الأمريكي الذى تبيعه الولايات المتحدة إلى دول أوروبا بأسعار غالية أهميته لاسيما في ظل حصول الدول الأوروبية على الكهرباء بسعر رخيص ونظيف دون الحاجة إلى استيراد غاز مسيل ثم تحويله فى محطات الإسالة ونقله إلى محطات الكهرباء، وبذلك تصبح مصر هي المعامل الأهم في سوق الطاقة خلال سنوات بسيطة لما لها من دور كبير فى الحفاظ على إمدادات الطاقة للقارة العجوز.
تواجه أوروبا الآن أزمة طاقة كبيرة، فى ظل توقف إمدادات الغاز الروسى الذى كان يغطي 40% من احتياجاتها، وتسعى الدول الأوروبية فى تنويع مصادر الطاقة فى المستقبل بعيدا عن الغاز الروسي، وبالتالى فإن إنشاء كابل الطاقة المصرى إلى أوروبا هو أهم مصدر رخيص ونظيف للطاقة لاسيما أن مصر سبق وأن قامت بعمليات الربط الكهربائي مع الأدرن، ومشاريع لضم السعودية والعراق أيضًا لشبكة الكهرباء المصرية القوية.. فهل تنير القاهرة أوروبا؟