دخلت المعركة الدائرة في أوكرانيا عامها الثاني، وسط وضع ميداني أقرب إلى الجمود.كيف استطاعت أوكرانيا الصمود أمام الدب الروسي كل هذه الأيام؟ وما هي المقذوفات التي أجبرت جنود بوتين على التراجع؟ ولماذا تغير المسار الروسي بسبب الطائرة التركية؟ كل هذا وأكثر في التقرير التالي:
يقول الخبراء العسكريون إنه ما كان بوسع أوكرانيا أن تصمد أمام العمليات الروسية لولا الدعم العسكري الذي انهمر عليها من دول غربية حليفة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث إن تلك المساعدات العسكرية السخية أتاحت لكييف التصدي للجيش الروسي الذي يحاول بشكل دؤوب أن يحرز تقدمًا على الأرض.
وأطلقت روسيا علمياتها العسكرية في 24 فبراير 2022، على نطاق واسع في أوكرانيا، وحاولت إسقاط كييف في بداية الأمر، لكنها تراجعت إلى نطاق أضيق في وقت لاحق، فركزت جهودها على شرق وجنوب أوكرانيا.
وجرى النظر لتعديل الخطة الروسية إلى أنه بمثابة إدراك لصعوبة السيطرة على كامل أوكرانيا، أو إسقاط القيادة السياسية في البلاد.
وبحسب شبكة «سي إن إن»، فإن ثلاثة أدوات استراتيجية كان لها دورٌ حاسم للغاية في تمكين أوكرانيا من قلب مسار المواجهة مع روسيا، حتى الآن.
أول تلك الأدوات هو مقذوف “جافلين”، الذي يتم إطلاقه عن طريق منصة أو الكتف، ويبلغ وزنه نحو 7 كيلوجرامات، ويصل مداه إلى نحو 2500 متر.
ويتميز عن غيره بأنه يسقط على الهدف من الأعلى وليس من الجانب، على غرار بقية المقذوفات المضادة، ما يعطيه ميزة تجاوز العوائق والقدرة على ضرب الدبابات في أضعف مناطقها.
وتم تسميته بـ”الرمح” لأن طريقة إطلاقه تشبه رمي الرمح الذي يسقط على الأرض بزاوية شديدة الانحدار، كما يتميز بقوة تدميرية عالية فهو قادر على اختراق أي دبابة، وفقًا لتقارير عسكرية.
فضلًا عن ذلك، يستعين بنظام توجيه علوي، حيث يتقوس لدى بلوغه الهدف ويستهدف النقطة الأضعف من الهدف من الأعلى.
ولإطلاق “جافلين” يتوجب على مطلِقه تحديد الهدف من خلال المؤشر، ليرسل إشارة للنظام الكلي بالهدف المراد قبل إطلاقه، كما يتيح تصميم الإطلاق إلى استخدام “جافلين” بأمان من داخل المباني أو المخابئ.
أما ثاني تلك الأدوات هي قذائف “هيمارس” التي تتميز بتفوقها على قذائف مدافع “هاوتزر” الأمريكية التي أرسلتها واشنطن من قبل لأوكرانيا أيضًا.
وتحتوي الواحدة من “هيمارس” على 6 مقذوفات يصل مدى الواحدة منها إلى 70 كيلومترا، ما يوفر للجيش الأوكراني الدقة في الاستهداف عن بُعد وإمكانية تدمير مستودعات الذخيرة والإمدادات الروسية.
وتتكون منظومة “هيمارس” من نسختين “إم 270″ و”إم 142”.. ومعروف عن الإثنين سرعة الانتشار.
وتعد “إم 270” هي الأحدث، وتم تطويرها في سبعينيات القرن الماضي لتصبح أخف وزنا ومميزة بنظام إطلاق مركب على مركبة “برادلي” القتالية للمشاة.
مما يعدد استخدامها في إطلاق مقذوفات مدفعية من عيار 27 ميلليمتر وأخرى باليستية قصيرة المدى، أما راجمات “إم 142” تركب على هيكل شاحنة من المركبات التكتيكية المتوسط بنظام إطلاق صغير.
أما الأداة الثالثة والتي ساهمت بشكل كبير في حسم الأمور للجانب الأوكراني في العديد من المواقع الساخنة، هي مسيرات بيرقدار، والتي أصبحت من بين الطائرات المسيرة الأكثر شهرة في العالم، بعد استخدامها بشكل واسع في أوكرانيا.
وتمتاز هذه المسيرة بكونها غير باهظة السعر، كما يجري تصنيعها بأجزاء غير معقدة، فيما تستطيع توثيق عملياتها بالفيديو.
وانتشرت مقاطع فيديو توثق هجمات من هذه المسيرة على عربات مدرعة روسية ومدفعية وخطوط إمداد.وشنت المسيرات التركية تلك الهجمات من خلال ما تحمل من مقذوفات ذكية وموجهة بالليزر.
وفي مقال منشور على موقع “أتلانتيك كاونسل”، قال الباحث في معهد بحوث السياسة الخارجية، آيرون ستين: إن مسيرات بيرقدار لم تكن الحل السحري، لكنها كانت جيدة بما يكفي.. وهي فقط تحتاج إلى المزيد من السرعة.