تدوينة بعد تدوينة وحرب كلامية على تويتر ورسائل مبطنة، هكذا تحول الفضاء الإعلامي والرقمي في مصر والسعودية إلى ساحة تراشق لفظي مستعر تبادل بموجبه إعلاميون مقربون من السلطات في البلدين اتهامات، فضلاً عن التذكير بـ”أفضال” كل بلد على الآخر، حتي أخمد الرئيس السيسي اليوم الفتنة مؤكدا ان مصر علاقاتها متوازنه مع الجميع.
في تطور جديد للحرب الكلامية الدائرة بين إعلاميين مصريين وسعوديين علق الرئيس عبد الفتاح السيسي على الجدل الدائر والتصريحات المسيئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن علاقة مصر مع المملكة العربية السعودية.. (قائلا للطرفيين لاتنسوا الفضل بينكم)
وقال الرئيس السيسي، خلال افتتاح المرحلة الثانية من مشروع “سايلو فوودز” في مدينة السادات، اليوم الخميس: في موضوع عايز أتكلم فيه، وأرجو إننا كمواطنين وحتى كإعلاميين ننتبه له، سياسة مصر دائما سياسة تتسم بالاعتدال والتوازن والانضباط الشديد تجاه الجميع في الداخل والخارج.
وأضاف الرئيس: أتابع مواقع التواصل الاجتماعي وأري في ساعات كثيرة الحماس الزائد، والذي يصل حد “التجاوزات في احاديث تخص علاقاتنا مع أشقائنا ، مضيفا: أن هذا أمر لابد أن ننتبه له جيدا، لانه يعكس مدى فهمنا وتقديرنا للعلاقات مع الأشقاء.
وتابع الرئيس: لا تنساقوا ورا بعض المواقع المغرضة التي تريد اشعال الفتنة بيننا وبين الأشقاء!، أقل حاجة نعملها لو مش هنقول كلام طيب، يُفضل نسكت.
وواصل السيسي: إحنا مش بنكتب إلا دايما لصالح تحسين ودعم العلاقات مش العكس، وإحنا علاقتنا طيبة بالجميع وده منهج ماشيين بيه مش من النهاردة، ولكن ده مسار بننتهجه من تولي المسؤولية.
وقال السيسي: حتى في الأزمات والخلافات الكبيرة، مفيش تصريحات سلبية أبدا وكل كلامنا منضبط جدا، وبالتالي ميصحش نُسيئ لأشقائنا وماننساش وقفة أشقائنا معانا.
وأكد الرئيس: أنا هقول فرضية مش موجودة، لو في أزمة، أنا أطول لساني أو أقول كلام مش مظبوط، ده كلام لا يليق أبدا، فين: لا تنسوا الفضل بينكم، حتى بعض المقالات اللي أشوفها مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية.
مؤكدا ان مصر حريصه ان تكون علاقتها طيبة بالكل ، وفي أصعب الظروف، حتى لو في خلاف مع دولة شقيقة خلال السنين اللي فاتت هنتجاوزها، وأرجو كلنا كمواطنين لا ننسافق وراء مواقع تقصد الفتنة بيننا
وكانت البلدين رسميا، التزمت الصمت لفترة ليست بالقصيرة إزاء هذه الحرب الكلامية، التي انطلقت في أواخر يناير، حينما نشر الأكاديمي السعودي تركي الحمد، سبع تغريدات تطرق فيها إلى الأوضاع الاقتصادية في مصر.
وأحصى الأكاديمي السعودي مجموعة من العوامل التي تسببت بحسب رأيه في “وقوع مصر أسيرة لصندوق النقد الدولي”.
قوبلت تلك التغريدات بردود فعل متباينة، فمن المعلقين من رأى أن الكاتب نجح في تشخيص الوضع في مصر ومنهم من انتقد تغريداته واعتبرها مليئة بالمغالطات وتدخلا غير مقبولا في الشأن المصري.
ويبدو أن الكاتب السعودي اضطر لاحقا لحذف تلك التغريدات مكتفيا بتغريدة واحدة يستنكر فيه “حساسية البعض من أي رأي ناقد يأتي من خارج بلدهم”.
كما دفعت تغريدة الحمد الأخيرة رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، للرد عليه، ودخل كثير من الاعلاميين المصريين عل خط الجدال مثل الاعلامي محمد الباز والاعلامي عمرو أديب وغيرهم.
وقد أثارت الحرب الكلامية العديد من التساؤلات والتكهنات بشأن وجود توتر بين القاهرة والرياض.