إنه ليس زمن النعمان بن المنذر قبل نحو 1500 عام، وليست هدية عنترة إلى حبيبته عبلة التي طلبها والدها مهرا لها 1000 ناقة، بل نحن في عام 2023، حيث أهدى إمام صوفي 2000 ناقة إلى أمير قطر.. ماذا حدث؟
تحولت قطر إلى أهم دولة في العالم وتصدرت مواقع في الفترة من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر 2022، حيث تنظم كأس العالم، وهذه أول نسخة من كأس العالم تقام في الوطن العربي والثانية التي تقام في آسيا بعد نسخة 2002 التي لُعبت في كوريا الجنوبية واليابان.
وتلقت قطر الإشادات من مختلف الدول العربية على التنظيم الرائع وعلى كونها أفضل سفير للثقافة العربية والإسلامية حيث عبرت عن كرم الضيافة والأخلاق العربية بشكل رائع ورفضت كل المعايير الأوروبية التي حاولت العديد من الدول فرضها على المجتمع العربي ولاسيما ثقافة مجتمع الميم.
ومن بين الإشادات التي حصلت عليها قطر بشأن تنظيم المونديال، كانت من شيخ الطريقة القادرية العركية، عادل الشيخ البشير.
حيث أرسل شيخ الطريقة القادرية ألفي رأس من الإبل إلى أمير دولة قطر تميم بن حمد، هدية بمناسبة تنظيم دولته لكأس العالم 2022.
وقال الشيخ عادل: “أرسلتهم هدية، لأنّي شعرت بالفخر من تنظيم قطر لكأس العالم ونشرها لثقافتنا الإسلامية وعادات وتقاليد العرب.
وعلى الرغم من أن تقديم الهدايا بواسطة الإبل، يُعد أمرًا غريبًا في عام 2032، لاسيما مع التطور التكنولوجي والاجتماعي، إلا أن تلك الهدايا عبرت ثروة المجتمع السوداني.
حيث تقدر ثروة السودان من الإبل وفقا لإحصاءات منظمة الأغذية والزراعة العالمية “فاو” بـ 4 ملايين و87 ألف رأس وجميعها من الإبل ذات السنام الواحد، وتسبقه الصومال التي تملك 7 ملايين رأس، ويحوز البلدان ما نسبته 55.4% من مجموع الإبل على مستوى العالم.
ويعد تقديم الهدايا عند العرب بواسطة الجمال هو أسلوب ضارب في القدم في التاريخ وظهر في التراث العرابي في مواقع كثيرة حيث كانت النوق هي أداة التعامل بين العرب فظهرت في قصة عنترة وعبلة، كما كانت تستخدمهم العرب قديما في الهدايا أو الفداء للأسرى وغيرها من المواضع.
الطريقة القادرية العركية، فرع عن الطريقة القادرية والتي تنتسب للشيخ عبد القادر الجيلاني، حيث تنشط في السودان أكثر من 40 طريقة صوفيّة، أشهرها: القادريّة، الختميّة، المهديّة، التيجانيّة، والسمانيّة، وتنتشر على امتداد البلاد وتتداخل مع جغرافيا دول الجوار، فتمتد إلى مصر شمالاً، وشرقاً إلى إرتيريا وإثيوبيا وغرباً إلى تشاد و النيجر ونيجيريا.
وعلى الرغم من أنه لا توجد إحصاءات دقيقة حول عدد أتباع هذه الطرق ومُريديها، لكنّهم على الأرجّح يُمثّلون نحو 80% من إجمالي عدد السكان في البلاد البالغ 40 مليون نسمة.
هذا العديد الكبير من الأتباع للطرق الصوفية، يدل على أن السودان أصبحت منارة للتصوّف، ويعتبر أتباع الطرق الصوفية بعضهم إخوة بغض النظر عن الطريقة التي ينتسبون إليها أو شيخها، فالشائع أن جميع الطرق تؤدي إلى لله وإنْ اختلفت الأساليب”.
