مواقف وأحداث عدة جمعت ملكة بريطانيا بصفتها الرسمية مع العديد من الزعماء والساسة العرب والغربيين، إلا أن موقفًا واحدًا جمعها بجراح القلب المصري الأشهر مجدي يعقوب كان يختلف بعض الشيء، فلم تقابله الملكة بصفتها حاكمة البلاد، ولكنه كان لقاء حمل عنوان الإنسانية من قِبل الملكة الراحلة، وضمير الطبيب من قِبل السير المصري وهذا كله بسبب قلب فتاة، فما قصة ذاك اللقاء، هذا ما سنرويه لكم في التالي:
عقب إعلان قصر باكنجهام عن رحيل ملكته إليزابيث الثانية، عادت إلى الذاكرة عدة مواقف إنسانية كانت هي بطلتها.
فقلب فتاة مُهددة بمفارقة الحياة في أي لحظة، كانت كلمة السر في استدعاء الملكة للسير المصري مجدي يعقوب في قصر باكنجهام.
وروى جراح القلب الأشهر مجدي يعقوب تفاصيل تلك الواقعة التي جمعته بملكة الأمم المتحدة قائلًا: ” كان استئصال قلب فتاة تعاني من مشاكل في القلب منذ ولادتها، هو سبب الاستدعاء”.
وأضاف: ” استدعتني الملكة رغم إعلان اعتزالي العمل الطبي لأعالج تلك الفتاة التي تبلغ من العمر 7 سنوات، وكانت حينها مُصابة بمرض السرطان”.
يعقوب والذي حصل على لقب “سير ” من الملكة ذاتها، قال إن الفتاة كانت صغيرة ولم يكن هناك قلب صناعي في ذلك الوقت.
لذلك قام بزراعة قلب صغير بجوار قلبها، كي تتمكن من أن تكمل حياتها، وبالفعل استمر القلبين يعملان لمدة 8 سنوات، وبعد ذلك تحسن قلبها وعاد لوظيفته الطبيعية.
وتابع يعقوب، أن الفتاة بعد تلك المدة أصيبت بعدوى وسرطان، فنصح بإزالة القلب الصغير الإضافي، بطلب مباشر من ملكة بريطانيا الراحلة.
وهو ما استدعاه للعودة مرة أخرى للعمل وأجرى العملية للفتاة واستأصل القلب الصغير، وبحسب يعقوب أصبحت في العشرينات من عمرها ولديها أبناء.
مواقف جراح القلب العالمي مع الملكة لم تنتهي هنا. فقصة نجاح يعقوب جعلت الملكة تمنحه أعلى لقب في المملكة وهو لقب “سير” والذي يعني فارس.
وذلك تقديرًا، لدوره الفعال في مجال جراحات القلب الدقيقة، واعتباره من الشخصيات الهامة ذات التأثير على مستوى العالم في مختلف المجالات العلمية والأدبية والفنية.
وهو يعتبر من أصعب الألقاب، التي يمكن أن ينالها الشخص في عالمنا، إذ يجب على من يقع عليهم الاختيار أن يكون لديهم مساهمة واضحة وكبيرة في التنمية الإنسانية بشكل عام.
كما يجب عليه تقديم مجهودات واسعة لخدمة البشرية، وهذا ما قام به الدكتور مجدي يعقوب ليجعله جديرًا بالحصول على لقب “سير” من المملكة المتحدة، في عام 1991.
ويحكي الدكتور مجدي يعقوب، عن قصة منحه لقب سير، خلال لقاءه في أحد البرامج التليفزيونية المصرية، بأنه تلقى خطابًا سري من رئيس الوزراء البريطاني عن رأيه في الحصول على لقب فارس “سير”، وكان ذلك خلال دعوته إلى حفل عشاء في القصر البريطاني، مع حوالي 5 أشخاص ذات مستوى رفيع.
وأضاف بأنه شعر أن أمرًا ما سيحدث، لافتًا إلى أن الخطاب حمل تأكيد بألا يخبر أحد إلا زوجته. وتابع “يعقوب”، أنهم أكدوا عليه في بريطانيا، ألا يتعامل كحامل للقب فارس حتى يتم تعميده على يد ملكة بريطانيا، وهو ما حدث بالفعل في عام 1991.