تاريخ طويل من المفاوضات شهدها ملف سد النهضة خلال السنوات الماضية، نفق طويل مدته نحو 12 عاما، نهايته كانت غير معلومة، فلا يوجد ضوء في نهاية النفق، الذي تضع فيه إثيوبيا العراقيل باستمرار، فلا خيارات متاحة، الواقع الأسود يفرض نفسه، والسطات الدولية والإقليمية جميعها باءت بالفشل .. لتكون النتيجة واحدة جفاف يقضي على الأخضر واليابس ومصر أول المتضررين، مضى الملء الأول والثاني والثالث، وبدأ الملء الرابع، بشكل أحادي من الجانب الإثيوبي.
وأعلنت مصر أن جميع الاحتمالات مطروحة في ظل عجز المجتمع الدولي عن حل الأزمة حتى كانت زيارة آبي أحمد إلى القاهرة هي بداية الحل الدبلوماسي للأزمة، سد ملئ بالتشققات ومعرض للانهيار في أي وقت قد يتسبب انهياره في تغيير خريطة العالم، فهل تتعرض مصر للجفاف أم تنجح المفاوضات الأخيرة في إنهاء الأزمة لاسيما مع زيارة الرئيس محمد بن زايد لإثيوبيا والحديث عن أزمة السد، ماذا حدث في أديس أبابا؟
الملء الرابع يوشك على الانتهاء والجانب الاثيوبي لا يسمع سوى صوته .. مليارات الكيلومترات المكعبة من المياه محجوزة خلف سد النهضة الأثيوبي ويوما بعد يوم تزداد خطورته، أثيوبيا تواصل العمل المنفرد بعيدا عن مصر والسودان المهددتان بالجفاف والعطش، في حال إساءة استخدام السد، واستمرت إثيوبيا بتعنتها والسيناريو الأخر يشمل انهيار السد بأي وقت لأسباب جيولوجية مرتبطة بمكان السد وكثرة الشقوق في جسم السد كما أن منطقة السد تتعرض للهزات الأرضية باستمرار مما يزيد من احتمالية انهياره .
دمار محتوم ينتظر دولتي المصب في حالة انهيار السد، حيث أن انهمار هذا الكم من المياه دون ترتيبات مسبقة يعرض السودان إلى الغرق كليا وكذلك وصولا إلى مصر وهذا ما يحاول المجتمع الدولي والدول أطراف الأزمة ايصاله الي الحكومة الاثيوبية والتي رغم التهديدات تمضي في طريقها نحو انشاء السد.
تقول اثيوبيا أن مشروع سد النهضة هو مشروع قومي تنموي افريقي في حين لم تعترض مصر أو السودان عن التنمية الافريقية ولكنهما طالبا بخطة مشتركة لا أحادية لملئ السد ودخل الطرفان مفاوضات عديدة منذ2011 وتماطل أديس أبابا لكسب الوقت لبنفذ مخططه لملئ وتشغيل السد ولم تأتي المفاوضات على الرغم من لجوء مصر إلى مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي.
تعود من جديد الوساطات الدولية لحل الأزمة بيم مصر أثيوبيا فبعد لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء أثيوبيا أبي أحمد مؤخرا على الأراضي المصرية أكد الطرفان رغبتهما في استكمال مساعي الحلول السياسية والتفاوض بشأن الأزمة كما أكد الطرفان عدم رغبة أي منهما للأضرار بمصالح بعضهما وكانت الامارات العربية هي أول الدول التي تتدخل للوساطة في حل الأزمة بعد زيارة أبي أحمد لمصر حيث أستقبل أبي أحمد رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد في زيارة رسمية لبلاده وأعرب خلالها عن سعادته بعودة التفاوض من أجل حل أزمة سد النهضة كما أعرب عن دعم بلاده للحلول الدبلوماسية واستعداده للمشاركة الفاعلة في حل الأزمة.. فهل تنجح جهود بن زايد في التسريع من حل الأزمة؟