على الرغم من مرور نحو 20 يوما على زلزال الإثنين الأسود، إلا أن تداعياته مازالت مستمرة، فلم يكن وجود أكثر من 40 ألف ضحية وآلاف المنازل المنهارة كافيا، لتنتهي تداعياته، حيث لم تتوقف الأرض عن الاهتزاز، وتم تسجيل أكثر من 9 آلاف هزة أرضية، حتى أن تركيا نفسها تحركت من مكانها.. ولكن ليس وحدها بل تحركت أيضًا الجزيرة العربية.. ماذا حدث تحت سطح الأرض؟
منذ أن ضرل الزلزال المدمر بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر جنوبى تركيا وشمالى سوريا فجر الاثنين 6 فبراير الجارى، واصلت الهزات الارتدادية نشطها بدرجات متفاوتة حتى أن دول مجاورة أخرى فى المنطقة، وشعر بها السكان فى لبنان والعراق ومصر.
كشف مدير قسم الزلازل وتخفيف المخاطر بإدارة الكوارث والطوارئ التركية أورهان تاتار، أن الهزات الارتدادية لزلزال 6 فبراير تحدث كل 3 دقائق، متوقعا استمرارها لمدة عامين على الأقل.
وقال تاتار، فى مؤتمر صحفى: “نتوقع استمرار الهزات الارتدادية لمدة عامين آخرين على الأقل، وهناك هزة ارتدادية تحدث كل 3 دقائق”.
وأضاف أنه “وقعت 9 آلاف و470 هزة ارتدادية حتى الآن منذ الزلزالين الكبيرين فى كهرمان مرعش”، ودعا المواطنين إلى الابتعاد عن المبانى المتضررة.
إلا أنه يبدو أن تداعيات الزلزال لم تتوقف عند الهزات الارتدادية التي أصابت الملايين في تركيا وبعض الدول المجاورة بالخوف، حيث تسببت في تدمير آلاف المنازل وآلاف الضحايا، إلا أن التأثير الجيوليجي وتحريك الصفائح الأرضية كان تأثير مستدام.
أكد الدكتور فاروق الباز، مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية، أن زلزال تركيا وسوريا يخبرنا بأن هناك تحركا بسيطا لشبه الجزيرة العربية شرقا
وأفاد بأن الهزات الارتدادية قد تستمر لفترة من الزمن ولكن بسيطة للغاية ولا يمكن أن يشعر بها سواء الحيوان أو الإنسان، مؤكدا أن مصر بعيدة كل البعد على حزام الزلازل
وصرح بأن ما نشهده مؤخرا هو عبارة عن هزات ارتدادية طبيعية بسبب زلزال تركيا، وقال: “زلزال تركيا يخبرنا أن شبه الجزيرة العربية تحركت بعض الشيء حيث يؤدي ذلك لاتساع وتحرك البحر الأحمر”
ولفت خلال لقاء عبر شاشة “ON”، إلى أن هذا يعني أن البحر الأحمر به فالق يفصل كتلة شبه الجزيرة العربية عن كتلة إفريقيا وعندما تتحرك شبة الجزيرة شرقا لا تؤثر على مصر
وأشار إلى أن التحرك يكون بواقع 2 سم وهي مسافة بسيطة جدا لا تؤثر
وتابع: ” هذا الفالق لا يصنع زلزال لأنه يباعد بين الكتلتين شبه الجزيرة وإفريقيا مقارنة بزلزال تركيا حيث تحركت كتلتين على بعضهم”
تؤكد تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أن كافة دول العالم معرضة لأن تشهد هزات أرضية، لكن بعض الدول تواجه مخاطر الزلزال أكثر من غيرها.
وبحسب الهيئة الأمريكية، فإنه ليس ثمة جوابٌ حاسم وجازم بشأن أكثر دولة في العالم معرضة للزلزال، إلا أنه الأمر الواضح أن الزلازل والهزات الأرضية لا تتوقف فى المنطقة منذ بداية العام الجاري .. في رأيك ما السر؟