اتفاقيات سرية في كوريا وأسرار ما حدث بالغرف المغلقة بعد تهديدات بيونج يانج

بإجراءات موصوفة بأنها على أعلى مستويات الأهمية تباشر الدولة الأهم والأكبر خليجيا، دورا حيويا بتنويع ركائز علاقاتها الخارجية، وطي صفحة التأثير الأمريكي المطلق في منطقة الشرق الأوسط، وسط عالم وأحداث تغمرها الاضطرابات.

في سياق رؤية سعودية خاصة لإدارة العلاقات الخارجية للمملكة وبتعليمات من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، يباشر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دورا أعاد رسم خريطة التوازنات في المنطقة تزامنا مع حالة ترقب أمريكي وحذر دولي لما يحدث في السعودية، فماذا تريد الرياض إدارة ملف علاقاتها الخارجية على ذلك النحو المتسارع.

سعوديا يؤمن القادة بأن مسألة الاتكال على محور واحد أو دولة وحيدة في دعم العلاقات الخارجية للمملكة، رؤية عفا عليها الزمن، مع دخول رؤية المملكة 2030 حيز التنفيذ، والثورة السعودية الشاملة في قطاعات النفط والاقتصاد والتقنية.

اللقاءات التي دارت في الغرف المغلقة بين ولي العهد والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، تجدد التأكيد على المساعي السعودية بشأن خطة التنمية “رؤية المملكة 2030″، حيث تسعى المملكة إلى التعاون مع سول في تطوير الطاقة المائية  وتقنيات المفاعلات النووية الصغيرة.

تأمل الرياض أيضا، وفق تقارير إعلامية سعودية، في توسيع التعاون مع كوريا الجنوبية في مجال الطاقة وصناعة الدفاع ومشروعات البناء على وجه الخصوص، إلى جانب التعاون في تعزيز القدرات الدفاعية.

«نتابع باهتمام كبير منجزات اللجان المشتركة بين بلدينا، ونتطلع إلى رفع وتيرة التنسيق الاستثماري وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ونؤكد أهمية الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة والمتاحة للتعاون بين بلدينا، ونشيد في هذا السياق بالنمو الإيجابي في السنوات الماضية لمعدلات التبادل التجاري بين المملكة وكوريا» بتلك الكلمة أكد ولي العهد السعودي ضرورة الدفع بالعلاقات بين الجانبين إلى آفاق أرحب من التعاون.

بدوره أكد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول لولي العهد السعودي أنه يأمل توسيع البلدين التعاون في مجالات البنية التحتية والصناعات الدفاعية وغير ذلك من القطاعات، ووصف المملكة بأنها شريك رئيسي لبلاده في الاقتصاد وأمن الطاقة، واقتصاديا تأمل كوريا الجنوبية أيضا توسيع التعاون مع السعودية في مشروع “نيوم” السعودي الواعد وصناعة الدفاع وقطاعات الطاقة، وقال الرئيس الكوري إن السعودية شريك رئيسي في الاقتصاد وأمن الطاقة.

تتزامن زيارة ولي العهد السعودي إلى كوريا الجنوبية مع إطلاق كوريا الجنوبية مقذوفات وتوتر متنام ف شبه الجزيرة الكورية، ما دفع إلى رفع إجراءات التأمين أثناء الزيارة إلى أشد مستوياتها.

وعلى صعيد أهداف الزيارة تصمم السعودية أيضا على أن يكون موطئ قدم على صعيد التقدم النووي في ظل التهديدات الإيرانية التي تطال الأمن الإقليمي والمنشآت النفطية السعودية، وتركيز المملكة على تنويع مصانع التسلح وتوطين الصناعات الدفاعية والعسكرية بدلا من استيرادها من الخارج وتعتمد في ذلك على التعاون مع الدول الفاعلة تقنيا وسبق لها التعاون مع الصين لبناء مصنع للمقذوفات في المملكة. في إطار جهود الرياض لحماية أمنها القومي ودورها في حماية المصالح الحيوية الإقليمية والحفاظ على استمرارا أمدادات النفط.

Exit mobile version