يبدو أن المحلمة العالمية الثالثة تتطبخ على نار هادئة، وتتشكل أحلافها طبقا للعمليات على الأرض، فبعد 8 أشهر من العمليات فى أكرانيا، أصبحت نقاط التماس بين الجيش الروسى وحلف الناتو أقرب من أى وقت مضى.. ماذا حدث؟
وجه الجيش الروسي، اتهامات لبريطانيا بشكل مباشر بالضلوع في استهداف خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2 في بحر البلطيق، ومساعدة أوكرانيا بتنفيذ عملية عسكرية بطائرات مسيرة لاستهداف الأسطول الروسى في البحر الأسود في شبه جزيرة القرم.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن ممثلين من وحدة تابعة للبحرية البريطانية شاركوا في التخطيط والإمداد وتنفيذ العمل العسكري في بحر البلطيق في 26 سبتمبر، لتخريب عمل خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2″.
واشتكت روسيا مرارا من عدم إشراكها في التحقيق الدولي حول عمليات التسرب في نورد ستريم جراء تخريب محتمل.
وأعلن القضاء السويدي الجمعة نيته إجراء معاينة جديدة لخطي الأنابيب، على غرار كونسورسيوم نورد ستريم الذي أرسل سفينة مدنية ترفع العلم الروسي.
وفي 26 سبتمبر الماضي، رصدت أربع عمليات تسرب كبيرة في خطي الأنابيب نورد ستريم 1 و2 قبالة جزيرة بورنهولم الدانماركية، إثنتان في المياه السويدية الاقتصادية وإثنتان أخريان في مياه الدانمارك.
وعززت عمليات التحقق الأولية تحت البحر فرضية حصول تخريب، وخصوصا أن توهجات سبقت التسرب.
ومنذ بدء النزاع في أوكرانيا، كان خطا الأنابيب اللذان يربطان روسيا بألمانيا في صلب التوترات الجيوسياسية، بعد قرار موسكو قطع إمدادات الغاز عن أوروبا ردا على العقوبات الغربية.
على صعيد آخر، اتهمت موسكو لندن وأوكرانيا بتنفيذ هجوم بمسيّرات استهدف أسطوله في البحر الأسود في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، ما تسبب في “أضرار طفيفة” في إحدى السفن.
وأكدت أن التحضير لهذا العمل العسكري وتدريب عسكريين في المركز الأوكراني الـ 73 للعمليات البحرية الخاصة، نفذّهما متخصصون بريطانيون مقرهم في أوتشاكوف في منطقة ميكولايف الأوكرانية”. وهذه السفن كانت تشارك في حماية قوافل تصدير الحبوب الأوكرانية.
من جانبها، نفت وزارة الدفاع البريطانية على هذه الاتهامات بالتنديد بما اعتبرته “ادعاءات خاطئة” لموسكو تهدف إلى “تحويل الانتباه”.
وردت روسيا على مزاعمها بمسئولية بريطانيا عن واقعتي استهداف خطي الغاز والأسطول فى البحر الأسود بإدراج 11 من أقاليم ما وراء البحار البريطانية على قائمة “الدول غير الصديقة”
هذه الأراضي هي برمودا وإقليم أنتاركتيكا البريطاني وإقليم المحيط الهندي البريطاني وجزر كايمان وجزر فوكلاند ومونتسيرات وجزر بيتكيرن وسانت هيلانة وجزر أسنسيون وتريستان دا كونها وجزر جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية وجزر أكروتيري وديكيليا وجزر تركس. جزر كايكوس.
يأتي الإعلان الأخير فيما تواصل القوات الأوكرانية تنفيذ هجوم مضاد لاستعادة أراض تسيطر عليها روسيا في جنوب البلاد.
اتهام موسكو للندن بشكل مباشر في المسئولية عن الهجومين يضع ثالث أقوى ترسانة نووية في مواجهة ثانى أكبر الترسانات النووية، فى مواجهة محتملة قريبًا، إلا أن المادة 5 في منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” والتى تعد المملكة المتحدة عضوا به، تنص على أن استهداف أحد أعضاء الناتو هو استهداف على جميع أعضائه، وبالتالى ستتشكل ملحمة عالمية ثالثة، يكون طرفاها لندن وحلف الناتو وروسيا وحلفاؤها الموثوقين كوريا الشمالية والصين.. فهل الخيار النووي أقرب من أي وقت مضى؟