يبدو أن الرئيس فلاديمير بوتين، يعرف خطواته المقبلة جيدًا، ويكون تحالفاته بعيدًا عن حصار دول الاتحاد الأوروبي وحلفائهم، من خلال خطوات محسوبة مع دول القارة السمراء، حيث أفشل الحصار المفروض على بلاده بالتزامن مع العملية العسكرية في أوكرانيا ماذا فعل بوتين لدول القارة السمراء؟
يلعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أخطر لعبة سياسية له في مسيرته الطويلة والمستمرة منذ عقود طويلة، حيث يهدف من خلال لعبته الخطيرة الالتفاف على االعقوبات الغربية الخطيرة التي تحاول دول أوروبا وبعض حلفائها فرضها على النظام الروسي وعزله عن النظام العالمي.
وبدأ الرئيس الروسي تقوية أوراقه ومركزه في القارة الإفريقية عن طريق عدة مستويات، وكانت البداية على مستوى المساعدات حيث أعلن منح 6 دول بالقارة السمراء شحنات حبوب مجانية تصل في الأشهر المقبلة”.
وحاولت موسكو طمأنة شركائها الأفارقة خلال الأيّام الأخيرة، بشأن أزمة الحبوب والغذاء، مؤكّدة استعدادها لتصدير حبوبها “مجّانا” إلى البلدان التي هي في أمسّ الحاجة إليها.
حيث أكد بوتين في خطابه خلال القمة الروسية الإفريقية الثانية، بتأمين شحنات مجانية من 25 إلى 50 ألف طن من الحبوب لبوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وجمهورية إفريقيا الوسطى وإريتريا، وذلك على خلفية المخاوف من انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب مع أوكرانيا وتركيا.
وعلى المستوى السياسي، أعلن بوتين دعم بلاده ضم الاتحاد الإفريقي إلى عمل المنظمات الدولية، وأن يكون عضواً كامل العضوية بمجموعة العشرين في سبتمبر من هذا العام، مؤكدًا أن روسيا كانت من أوائل الدول التي استجابت إيجابيا لمبادرة منح الاتحاد الإفريقي العضوية الكاملة بمجموعة العشرين.
وعلى المستوى الاقتصادي، عرضت الشركات الروسية المشاركة في القمة منتجاتها على الدول الإفريقية المشاركة التي وصل عددها 49 بلدا إفريقيا، وتنوعت المنتجات والسلع الروسية المعروضة بين مواد غذائية ومعدات عسكرية مرورا بالمروحيات والآليات الزراعية.
وللشركات الروسية الكبرى حضور لافت في السوق الإفريقية، وبينها شركة “روسآتوم” التي تنفذ مشروع الضبعة النووي في مصر، أول محطة كهروذرية لإنتاج الطاقة الكهربائية في إفريقيا.
ويهدف بوتين من خلال المنتدى والقمة الروسية الإفريقية، إلى تنويع مجالات التعاون الروسي الإفريقي بحيث تكون أكثر عمقا، على كافة المستويات، بحيث تكون القارة السمراء هي البوابة الخلفية التي يستطيع من خلالها تجاوز العزلة المفروضة على بلاده على الساحة الدولية منذ العملية العسكرية على أوكرانيا العام 2022.
ويريد بوتين من خلال تحركاته الأخيرة، التأكد من أنه لا يزال بإمكانه الاعتماد على دعم كثير من الدول الإفريقية أو حيادها، بعيدًا عن الأزمة في ظل محاولات دول الناتو الضغط على الدول الإفريقية لتأخذ موقف سلبي من الجانب الروسي في الأزمة الروسية الأوكرانية.
هذا ويأتي لقاء سانت بطرسبرج بين بوتين والقادة الأفارقة، قبل شهر من قمة البريكس المزمع عقدها في جنوب إفريقيا، والتي تخلّى الرئيس الروسي، عن حضورها، بسبب مذكّرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.. فهل نجحت روسيا في تحقيق مرادها؟