ارتفاع عدد ضحايا الصوم من أجل الجنة في غابة شاكاهولا

هي قصة أغرب من الخيال حيث يفقد الناس حياتهم بسبب الإيمان بكلام شخص أقنعهم بأنهم يجب، أن يتوقفوا عن تناول الطعام من أجل دخول الجنة، والأغرب أن هذه الطائفة فقد منها العشرات حياتهم في سبيل ذلك، بل ومن نجحت الشرطة في إنقاذهم يرفضون إنقاذهم وتناول الطعام حتى لا يحيدون عن الطريق.. ماذا حدث في كينيا؟

الصدفة وحدها قادت إلى الكشف عن قضية الصوم من أجل الجنة في غابة شاكاهولا، إذ تلقت الشرطة بلاغا من سكان محليين يعيشون بالقرب من مزرعة، يؤكدون رؤيتهم لمجموعة من الأشخاص يتضورون جوعا ومصابين بضعف شديد، وبعد مداهمة الشرطة الكينية للمزرعة التي كانت تعد مقر الكنيسة كانت المفاجأة الصادمة للجميع.

وقال وزير الداخلية الكيني كيثوري كينديكي، إن عدد الضحايا من أتباع الطائفة الدينية الذين كانوا يعتقدون أنهم سيذهبون إلى الجنة إذا جوعوا أنفسهم ارتفع الآن إلى 89.

وكشفت التقارير الصحفية، أن الضحايا يتبعون طائفة دينية آمنوا بأنهم سيدخلون الجنة إذا تضوروا جوعا، لافتة إلى أنه من المتوقع ارتفاع عدد الضحايا الذي زاد أكثر من مرة بشكل متتالي مع استمرار اكتشاف المزيد من الضحايا تحت التراب، حيث إنه كان تم الإبلاغ عن فقدان 112 شخصا.

وتسبب ما حدث في إصابة الملايين بكينيا وحول العالم بالذهول والصدمة، مع تكشف المزيد من التفاصيل حول قضية القس بول ماكينزي، الذي أسس تلك الطائفة الدينية.

وطالب ماكينزي من أتباعه بيع ممتلكاتهم والانتقال إلى الطائفة، حيث آمن أتباعه أتباعه بأنهم سيدخلون الجنة إذا تضوروا جوعا.

حيث كان القس يطلب من أتباعه الصيام حتى رحيلهم عن الحياة، وتم العثور حتى الآن على عشرات لضحايا استجابوا لتعليمات القس الهادفة بحسب زعمه إلى جعلهم يقابلون يسوع.

ويعيش أتباع الطائفة التى أطلقت على نفسها “كنيسة الأخبار الجيدة ” في تجمعات سكنية منعزلة على مساحة 800 فدان داخل غابة شاكاهولا.

و “بول ماكينزي” هو رجل كيني بسيط، عمل في مهنة سائق تاكسي لسنوات طويلة حتى عام 1997، إذ بدأ في تحركات خفية لتكوين طائفة دينية خاصة به.

وتوجت هذه التحركات الخفية بتدشين كنيسته الخاصة تحت عنوان “الأخبار الجيدة الدولية”، حتى أنه توسع وتمكن من إنشاء فروع نيروبي وعلى طول ساحل كينيا.

واجتذبت دعوته نحو 3000 من المصلين تحت شعارات دينية، إلا أنه خلال مسيرته تم توقيفه عدة مرات بتهم مختلفة.

وأكد قائد الشرطة الكينية، أن جهود السلطات الصحية نجحت في إنقاذ 29 شخصا، في الوقت الذي مازالت تبحث فيه الشرطة عن ناجين آخرين محتملين.

ولفت في تصريحات بثها التلفزيون الكيني إلى أنه تمت الاستعانة بمحققين من الطب الشرعي وقسم جرائم النفس وضباط شرطة آخرون، بالإضافة إلى بعض المتخصصين الحكوميين في علم الأوبئة لإجراء التحقيقات وعمليات البحث عن الضحايا”.

وكانت السلطات الكينية ألقت القبض على مؤسس الطائفة، بول ماكنزي في 14 أبريل الجاري بعد بلاغ أشار إلى وجود مدافن سطحية تحتوي على ضحايا ما لا يقل عن 31 من أتباعه.

وذكر قائد الشرطة الكينية، أنه يتم احتجاز 14 آخرين من أعضاء الطائفة، مع مؤسسها، حيث قدمت الشرطة “ماكنزي” للمحاكمة وأمهل القاضي الشرطة 14 يوما لإجراء التحقيقات مع بقائه قيد الاحتجاز.

وكشفت وسائل الإعلام الكينية، أن مؤسس الطائفة يرفض تناول الطعام والماء، فيما لم يرد أي تقرير عن حالته الصحية وهل استمراره على هذه الحالة قد يؤثر على حياته.

وأكدت وكالة “رويترز”، أنه لم تتمكن من الوصول إلى أي محام أو ممثل لماكنزي، للوصول إلى بيانات عن حالته، أو الاتهامات الموجهة إليه في القضية.

ووصلت قضية “ماكنزي”، والصائمون من أجل الجنة، إلى أهم وسائل الأخبار لاسيما مع زيادة عدد الضحايا والتعاليم الغريبة.

ومن جانبه وصف الرئيس الكيني وليام روتو، ما حدث في غابة شاكاهولا، بأنه يتعارض مع تعاليم أي ديانة، ولا يمت للتعاليم الدينية بأي صلة، حيث ينهى الأشخاص حياتهم جوعا لتكون معبر إلى الجنة.

وقال الرئيس الكيني في خطاب خلال أحد المناسبات معلقا على الواقعة: “ماكنزي.. يتظاهر بأنه رجل دين بينما هو في الحقيقة مجرم بشع”.

Exit mobile version