في تطور جديد قد يزيد الأوضاع في الشرق سوءا، وصلت حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس رونالد ريجان” إلى ميناء بوسان الكوري، خلال الساعات الماضية، قبيل تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين، تهدف إلى إظهار قوتهما في مواجهة التهديدات الكورية الشمالية المتزايدة.. لكن ما علاقة وصول القوات الأمريكية بما يحدث في جزيرة تايوان، أم أن الأمر كله يقتصر على مواجهة تهديدات كوريا الشمالية؟ تابعونا لمزيد من التفاصيل…
في الآونة الأخيرة ازادات تهديدات كوريا الشمالية لجارتها الجنوبية، لكن الأمر بات أكثر خطرا، عندما أعلنت بيونج يانج منذ أسابيع قليلة بأنها تمتلك حق تنفيذ ضربات نووية وقائية، خطوة مثيرة عالية الأهمية، في لحظة دولية شديدة الحساسية.
ويبدو أن الأمر في الجزيرة الكورية قد يصبح أكثر التهابا مع وصول حاملة الطائرات الأمريكية الضخمة إلى سواحل كوريا الجنوبية، حيث إن الأمر قد يستفز الزعيم الشمالي كيم كونج أون، الذي ربما يعلن عن تصعيد جديد خلال الفترة المقبلة.
لا سيما أنه بات مؤكدا أن حاملة الطائرات الأمريكية وصلت إلى كوريا الجنوبية لإجراء مناورات عسكرية، ردًا على التجارب النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، وبعد أن أبلغ الزعيم الكوري الشمالي “كيم جونغ أون” فى البرلمان هذا الشهر، بأنه لن يتخلى عن أسلحته النووية وصواريخه التى يحتاجها لمواجهة ما يعتبره العداء الأمريكي.
فماذا الذي سوف ينتج عن تلك المناورات؟ وما موقف كوريا الشمالية فى تلك التدريبات؟
الإجابة على هذا السؤال كشف عنها مسؤول عسكري في سول لوكالة يونهاب الكورية الجنوبية، بأن “نشر حاملة الطائرات هنا يهدف إلى إظهار قوة التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وردع التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية”.
أما مايكل دونلي، قائد المجموعة الخامسة الأمريكية في المحيط الهادئ، إن وصول حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس رونالد ريجان” إلى تحمل أهمية استراتيجية للعلاقات الأمريكية- الكورية الجنوبية وتعتبر “دليلا واضحا وجليا على التزام الولايات المتحدة تجاه التحالف”. وأوضح أن الزيارة تعد جزءا من عمليات اعتيادية في المنطقة.
ووفقا لتقارير لوسائل إعلامية في كوريا الجنوبية، ستشارك المجموعة التي تقودها حاملة الطائرات “يو إس إس رونالد ريجان” في مناورة بحرية للدولتين قبالة شبه الجزيرة الكورية.
ووصل أيضا إلى جانب “يو إس إس رونالد ريجان” طراد يحمل قذائف موجهة ومدمرة للبحرية الأمريكية، لكن ما لو كان الهدف الخفي هو الصين؟ تُرى ما هو التهديد الأكبر الذى تجلبه هذه الخطوة الامريكية لبكين التي تسعى إلى السيطرة بشكل أو بآخر على تايوان، فيما تسعى أمريكا إلى إخراج الجزيرة الصغيرة من رحم التنين الصيني؟
العديد من التقارير تشير إلى أسطول حاملة الطائرات الامريكية قد يكون نصف قطره القتالى “600 كم”، حالما تدخل حاملة الطائرات الأمريكية إلى المجال البحرى لكوريا الجنوبية، فستبقى المياه الإقليمية بالقرب من سواحل الصين.
وبالتالي يستطيع الجيش الأمريكي أن يراقب مراقبة دقيقة حالة الجيش العسكرى الصينى على طول سواحلها، خاصة فيما يتعلق بالقوات التي تحاصر جزيرة تايوان.
لكن بين تحركات أمريكا من جهة والصين من جهة أخرى، ومحاولة كوريا الشمالية الخروج دائما من عباء حاكم العالم القديم، والاستقلال بنفسها عن أي هيمنة عالمية، وأيضا تايوان التي تسعى للخروج من ظل التنين الصيني إلى أحضان الغرب، يظل الخاسر الأكبر هي الدول الصغيرة التي تتأثر اقتصاديا بكل هزة تحدث بسبب هذا الاضطراب العالمي.. فما الجديد الذي سيحدث خلال الأيام المقبلة؟