اكتشاف كنز ثمين بعد انحسار نهر دجلة وذهول علماء الآثار

مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ، هدية لا تقدر بثمن قدمها الجفاف للعراق في الآونة الأخيرة بعد كشفه لكنز كان مغمورا تحت مياه أنهاره، مدينة أثرية كاملة تبلغ من القِدم أكثر من 3400 سنة، كَشف عنها انحسار نهر دجلة الأخير، وسط تحذيرات من اقتراب موعد قدوم الساعة، ما هي تلك المدينة المفقودة؟ وماذا بانتظار العراق في المستقبل القريب؟

كان انخفاض منسوب نهر دجلة نذير سوءٍ وهاجسًا بعث الخوف في قلوب العراقيين، لكن الأقدار حملت مفاجأة مذهلة معها بسبب الجفاف الأخير الذي ضرب العراق والعالم أجمع.

مدينة أثرية قديمة ترى النور أخيرا بعد انحسار المياه عنها من تحت خزان الموصل، يعود قِدمها إلى حقبة إمبراطورية ميتاني، والبالغ عمرها 3400 عاما.

وتعود أصول المدينة إلى العصر البرونزي، وامتدّت أراضي الإمبراطورية التاريخية العريقة من البحر الأبيض المتوسط غربا إلى شمال العراق.

وبعد الكشف عن المدينة وفي غضون وقت قصير، استطاع الباحثون رسم خريطة لها، ونجحوا في الكشف عن العديد من المباني والتحصينات الضخمة، والجدران العالية، والأبراج الطويلة، كما اكتشفوا أيضا مبنى تخزين ضخم متعدد الطوابق داخل الحفريات.

كانت الحالة الجيدة لجدران المدينة مصدر ذهول للباحثين، فقد وصل ارتفاع تلك الجدران عدة أمتار، وعلى الرغم من حقيقة أنها مصنوعة من الطوب الطيني وغرقها تحت الماء لأكثر من 40 عاما إلا أنها استطاعت أن تحافظ على تماسكها كل تلك الفترة.

وضم الاستكشاف خمسة أواني خزفية يحتوي كلا منها على أرشيف، يضم أكثر من 100 لوح مسماري، بعد وقت قصير من وقوع كارثة الزلزال في المدينة.

المعجزة الحقيقة هي اكتشافهم لبعض الألواح الطينية، والتي حملت معها كلمات ورسوم ولوحات كتابة مسمارية لا تزال في مظاريفها الطينية بحالة جيدة.

ذلك الاكتشاف المذهل وضع الباحثين في سباق ضد الزمن، ودفعهم لتكثيف البحث الدائر في المنطقة خوفا من ارتفاع منسوب المياه مرة أخرى.

ويعمل فريق باحثين في ألمانيا الآن على تحليل أسرار الألواح الطينية التي عُثر عليها، لكشف المزيد من أسرار إمبراطورية ميتاني.

أهمية الاكتشاف المذهل تكمن في أنه لم يصلنا الكثير تاريخيا عن إمبراطورية ميتاني، حتى أنها كانت دائما تذكر في التاريخ وتوصف بـ المملكة الغامضة والمنسية، عكس حضارات معاصرة لها كالحضارة الفرعونية مثلا.

ويعتبر الملك كيرتا هو المؤسس الأسطوري لتلك الإمبراطورية الغامضة، والتي على وشك أن تُكشف أسرارها لنا في القريب العاجل.

ويعتقد بعض الباحثين أن الدولة الميتانية كانت تمتد من تركيا شمالا إلى أواسط بلاد ما بين النهرين جنوبا، ومن إيران شرقاً إلى البحر الأبيض المتوسط غرباً، جاعلا منها واحدة من الإمبراطوريات الكبيرة حجما في التاريخ القديم.

Exit mobile version