لم تتوقف الزلازل والقشرة الأرضية عن الحركة منذ زلزال الإثنين الأسود في تركيا، إلا أن تخرج الأرض النار لتحرق ما فوقها هو الأكثر غرابة بعد ما حدث في الزلزال التركي.. ماذا حدث في السوادن جعل الجميع يهرب إلى الماء؟
أفادت وسائل إعلام سودانية، خروج نيران غامضة من باطن الأرض في السودان، بمنطقة دارفور.حيث تفاجأ سكان إحدى القرى بمنطقة دارفور غربي السودان بنيران تخرج من باطن الأرض وتلتهم مئات المنازل وتثير مخاوف كبيرة في أوساط سكان القرية والقرى المجاورة والبالغ عددهم نحو 300 ألف نسمة.
وقالت الحكومة السودانية، إن النيران الغامضة التهمت العديد من المنازل، مما أثار الرعب لدى سكان المنطقة.وأضافت الحكومة في البيان: التهمت النيران 75 منزلًا في قرية عيال أمين القريبة من العاصمة.
وبحسب شبكة سكاي نيوز، استغاث العديد من الأهالي السودانيين، بشأن النيران الغامضة الخارجة من باطن الأرض مجهولة المصدر، وحاولت الجهات المعنية محاصرة النيران والسيطرة عليها.
وقال عادل بريمة أحد شهود العيان، إن النيران خرجت على هيئة أعمدة من باطن الأرض، ونتج عنها العديد من الخسائر المادية.
فيما قال عيسى عبداللطيف مستشار العناية بالبيئة واستدامة التنمية، إنه حتى الآن لا يمكن التأكد من أسباب النيران، ولكن من المرجح أنها ناتج عن وجود غاز مثيان كثيف في باطن الأرض، أو نفايات عضوية تفاعلت، واشتعلت على هيئة نيران عمودية.
وأكد ضرورة إرسال فريق مختص لدراسة التربة، بعد أخذ العينات، من الأرض، لتحليلها وفحصها، والتأكد من مصدرها.
فيما أشار عبد الشافع آدم، المهندس الجيولوجي، إلى أنه من الرجح أن يكون سبب النيران عوامل جيولوجية ساخنة كالصخور، أو انبعاث حراري، لغازي الفسفور والمثيان.
وشهدت منطقة مليسة، في الشهر الماضي، حريق عدد من المنازل، مشابه بتلك الحادثة.
وكان تكرر هذا الأمر في مصر، سابقًا، وفسر الدكتور محمد ثروت هيكل أستاذ قسم الجيولوجيا بجامعة طنطا، خروج النار من باطن الأرض بمحافظة الوادي الجديد بجمهورية مصر العربية، قائلًا إنها ظاهرة قديمة في أماكن كثيرة جدًا من العالم منها الهند وتركيا ومصر والصين منذ آلاف السنوات.
وأضاف خلال تصريحات تلفزيونية، أن هذه الظاهرة تسمى “الينابيع الحارة”، وهي تحدث نتيجة دورة المياه في باطن الأرض، وعندما تضعف تنطلق هذه المياه الحارة على سطح الأرض، أما سبب الحرائق والنيران فيرجع إلى أن الصخور المرتبطة بها هذه المياه الحارة تكون بيتومينية التي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال.
وتابع: “منطقة الصحراء الغربية تحتوي على الكثير من هذه الصخور، كما أنها موجودة في اليمن، وللينابيع الحارة استخدامات طبية كثيرة جدًا لوجود بعض الأملاح فيها وبعض الكلوريد وغيرها وهو ما يستخدم في علاج بعض الأمراض في أحيان كثيرة”.
وأشار، إلى أن هذه الينابيع إذا انتشرت وتكونت فإنها تتحول إلى منتجعات صحية كما حدث في كثير من بلدان العالم، وأن الصحراء الغربية المصرية مليئة بها.