بعد ساعات قليلة من الهجوم الإرهابي على كنيسة مارمينا في حلوان، والتي أظهر فيها صلاح الموجي الشهير بـ «عم صلاح» بطولة كبيرة، لما قدمه من بطوله مدهشة، تجلت في انقضاضه على الإرهابي، لحظة وقوعه، والإمساك به وتجريده من سلاحه، وتسلميه لقوات الشرطة.
كان «عم صلاح» عُرضة للموت خلال محاولته ردع الإرهابي، فثوان قليلة كانت فاصلة في أن يسترجع الإرهابي قواه، ويعمر سلاحه من جديد، ليستكمل جرائمه، سواء بسلاحه الآلي أو القنبلة التي وجدت بحوزته، أو يتم القبض عليه وإنهاء مخططاته، لحظات حسمتها بطولة «عم صلاح»، والذي تحول لأيقونة شعبية حقيقية.
وبعد هذه التكريمات، سرعان ما وجد رواد التواصل الاجتماعي، فرصة أخرى ليتحول الرجل لمتهم وتلاحقه اتهامات بكونه مسجل خطر، وخلال ساعات مشابهة تحول المشيدون لمنتقدون، والفرحون ببطولة عم صلاح، لفرحون باستعادة تاريخيه وسوابقه التي ثبتت فيما بعد إنها مجرد اتهامات لم ترقى لأحكام جنائية مسجلة، وتنشر اليوم السابع صحيفته الجنائية التي تحمل عبارة «لا توجد أحكام جنائية مسجلة».
الأمر بدأ بخبر نشره موقع إلكتروني لأحد الصحف، سرعان ما تحول لأحد الموضوعات الأكثر اهتمامًا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مفاده أن صلاح الموجي «سبق اتهامه في عدد من القضايا مشاجرة ومخدرات»، وأنه مسجل خطر فرض سيطرة فئة «ب»، فيما رد عم «صلاح الموجي» على ذلك، ونشر نسخة من صحيفته الجنائية – فيش وتشبيه – صادرة له في يوليو الماضي خالية من أي أحكام جنائية مسجلة، مؤكدا أنه يجرى هذا «الفيش والتشبيه» كل عام نظرا لعمله بأحد المدارس الخاصة بالمعادي، كما يجرى أيضًا كشف مخدرات.
وقال الموجي إنه وبالفعل كان هناك محضران مسجلان ضده في «مشاجرات» ولكن هذا كان منذ أكثر من 20 عاما مضت، وكلها قضايا انتهت بالبراءة أو تنازل الطرف الآخر، وهو موقف قد يتعرض له أي شخص أن يتشاجر مع جار أو حتى زوجة، وينتهي الأمر بالمصالحة أو البراءة، متابعا: «كل يوم الناس بتتخانق مع بعضها، هل إنى اتعمل لى محضر مشاجرة أبقى حرامي، أبقى عملت حاجة مخلة بالشرف؟، الحمد لله سيرتي نضيفة وكل الناس في المنطقة عارفة».
يبقى الآن السؤال، لماذا نتفنن نحن في تشويه من يقدم بطولة أو خدمة لوطنه؟ ولماذا لم نعد نثق في أي بطولات حقيقية؟ ولماذا أصبحنا فقط قادرين على أن نشوه الصورة أكثر من أن نعمل على تجميلها؟ ولماذا أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي صاحبة الحق الوحيد من صناعة أبطال من ورق وتشويه صورة أبطال حقيقيين؟
وتعليقًا على الواقعة، قالت الدكتورة إيمان عبد الله، أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس: «بعض أفراد المجتمع تحول لمرضى يسعون فقط لرصد وترقب السلبيات، ولا يصدقون الإيجابيات والبطولات».
وأضافت الدكتورة إيمان عبدالله في تصريحات صحفية لها أن السمة العامة حاليا أصبحت تصديق الشائعات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم الثقة في أي بطولة أو إنجاز أو بارقة أمل أو تصديق وجود شخص يملك الشجاعة القوة والصلابة النفسية التي يمتلكها «عم صلاح».
وتستطرد قائلة: «صلاح الموجي» لم يسعى للشهرة، وسلوكه لحظة انقضاضه على الإرهابي جاء كرد فعل منه دون تفكير، ولم يعرف إنه يتم تصويره وبالتالي فهو بطلا حقيقياً يستحق التكريم لا تشويه الصورة.
وترى أستاذة علم النفس، أن «وراء كل سلوك نية إيجابية»، ويبدو من موقف صلاح الموجي، إن كل ما فكر فيه هو وقف نزف مزيد من الدماء ووقوع ضحايا آخرين للإرهابي، ولم يرتجف أو يخاف لحظة، فهو شخصية قوية وليس أنانيًا، وأعاد للمصريين فكرة «المقاومة الشعبية» فهو بطل شعبي قاوم الإرهاب.
واختتمت بقولها، إن شخصية صلاح الموجي تستحق التكريم، لأنه أثبت للعالم أن مصر لديها أبطال، وأننا نعيش في نسيج وطني واحد، ولم يفكر في أن العملية الإرهابية تستهدف مسيحيين أم مسلمين.