مازالت مفاجآت زلزال الإثنين الأسود تتكشف يوما بعد يوما، حيث رصدت الأقمار الصناعية حجم وعمق الصدوع والفوالق الأرضية التي خلفها الزلزال فالأراضي التركية والسورية، والذي تسبب في انقسام جبل وتدمير منطقة أنطاكيا وكهرمان مرعش.. فأين وصلت هذه الصدوع.. وماذا يخبئ باطن الأرض؟
على الرغم من مرور نحو أسبوعين على زلزال الإثنين الأسود، والذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر وتسبب فى رحيل أكثر من 41 ألف ضحية، وتدمير نحو 345 ألف شقة في تركيا، إلا أن أسراره وتداعياته مازالت تكشف تباعًا.
فبين هزات أرضية متتابعة وصلت إلى 6000 هزة ارتدادية ، وعمليات نزوح في الشوارع، لا تزال تركيا بعيدة جدًا عن الوضع الطبيعي قبل الزلزال.
حيث فرض الزلزال على تركيا وضع جديد لم تكن تأمله، في ظل أزمة اقتصادية كبيرة يعاني منها العالم كله، حيث تأثر أكثر من 25% من سكان تركيا.
وبعد أيام على الكارثة التي مازالت تتعامل معها تركيا، نشر “مرصد الأرض” التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، صورًا التُقطت عبر الأقمار الصناعية، تُظهر حجم الدمار الهائل الذي خلّفه الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 من فبراير الحالي.
وأظهرت الصور الأضرار التي لحقت بمدن كهرمان مرعش، وتوركوغلو، ونورداغ التركية، حيث اعتبر عالم الجيوفيزياء في مختبر الدفع النفاث التابع لـ”ناسا”، إريك فيلدنغ، الزلزال “ضخمًا وقويًا جدًا، لدرجة أنه أحدث صدوعًا طويلة، وألحق أضرارًا مماثلة لزلزال عام 1906 الذي دمّر سان فرانسيسكو.
وتضمّنت الصور “وحدات بكسل” بثلاثة ألوان، حيث يشير اللون الأحمر الداكن إلى المناطق التي غالبًا قد تعرضت مبانيها والبنية التحتية والأماكن الطبيعية فيها (جبال، وديان، غابات) لأضرار جسيمة.
بينما يرمز اللونان البرتقالي والأصفر للمناطق المتضررة بشكل متوسط أو جزئي، وأوضح المرصد أن كل “بكسل” يمثّل حوالي 30 مترًا مربعًا من مساحة الأرض.
وقال الباحثون، إن التغيرات التي حدثت جرّاء الزلزال، أظهرت أن الأرض تقوست وتمزقت في بعض الأماكن، ويستخدم الباحثون تقنية قياس التداخل لمقارنة الشكل “قبل” و”بعد”.
ووفق صحيفة “حرييت” التركية، فقد أصيب المواطنون الذين زاروا المنطقة بالذهول من المشهد الذي رأوه، حيث تقسّم الجبل بشكل عرضي بفعل الزلزال الكارثي.
ونقلت “حرييت” عن ظافر جاهد ليفينتوغلو، أحد سكان المنطقة، قوله إنه صعد إلى المنطقة الجبلية من خلال تتبع الشقوق خلف المنازل المدمرة، حيث شاهدوا شقوقا تقسم الجبل لقسمين تمتد لـ3 كيلومترات تقريبا.
وذلك بالإضافة لتداول مجموعة من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، عكست حجم الضرر الكبير الذي لحق بمنطقة أنطاكيا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا.
وأدى كل من الزلزال الأول بدرجة 7.7، والآخر بدرجة 7.6، إلى حركة جانبية أرضية باتجاه اليسار، وحدوث صدع خطير مرت خطوطه عبر المناطق المأهولة بالسكان والمباني
وكانت السطات التركية، قد أعلنت، امس الأحد، انتهاء عمليات البحث عن ناجين من الزلزال، الذي وقع قبل نحو أسبوعين وخلّف عشرات آلاف القتلى.
وذكرت السلطات التركية أن عمليات البحث عن ناجين من الزلزال “انتهت في كل المناطق باستثناء محافظتين”، مشيرة إلى أن عدد القتلى جراء الزلزال ارتفع إلى 40689 شخصا.
وشاركت عناصر الإنقاذ من عدة دول في عمليات البحث، التي انطلقت يوم الإثنين 6 فبراير، وأسفرت عن العثور على مئات الناجين تحت الأنقاض.
هل تتوقع بعد انتهاء عملية رصد أثار الزلزال علي الاراضي التركية والسورية ان تكون هناك تصدعات كبيرة وقعت في القشرة الارضية ستسبب في كوارث اخري؟