مازالت أزمة سد النهضة من أهم الشواغل التي تهم المصريين لاسيما أنها أزمة حياة، مستمرة منذ نحو 11 عامًا دون حل جذرى لتلك الأزمة على الرغم من تدخل جهات فاعلة لإنهائها إلا أن المرواغات الإثيوبية مازالت مستمرة، ولكن لا يوجد ما يمكن إخفائه فتراقب مصر السد الإثيوبي على مدار الساعة من خلال الإقمار الصناعية ماذا تم اكتشافه في الساعات الأخيرة؟
تواصل إثيوبيا إجراءاتها الأحادية فيما يخص سد النهضة، بعيدا عن الالتزام بأى اتفاقات قانونية لملئ وتشغيل سد النهضة، على الرغم من محاولة الاتحاد الإفريقي للتوصل لاتفاق بين دولتي المصب مصر والسودان وإثيوبيا.
وعادت الأزمة مجدداً إلى الواجهة مع استعدادات أديس أبابا للملء الرابع للسد، وحديثها على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية عن أنها ملتزمة بالمفاوضات الثلاثية، وأنها تراعي مخاوف مصر من أزمة نقص المياه.
تصريحات المسؤول الإثيوبي جاءت بعد مطالبة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، على هامش القمة الأمريكية الأفريقية، بضرورة تدخل الإدارة الأمريكية لحل ما وصفها بـ«الأزمة الوجودية»، والضغط مجدداً على إثيوبيا من أجل التوصل إلى اتفاق عاجل بين كل الأطراف، والتوصل إلى اتفاق ملزم قانوناً يمكن أن يحقق شيئاً جيداً وفقاً للمعايير والأعراف الدولية، وهو ما أكدت عليه الخارجية الأمريكية بضرورة التوصل إلى تسوية دبلوماسية تحمي مصالح جميع الأطراف.
وفي هذا السياق، أكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، أن آخر صور فضائية لسد النهضة، تؤكد استمرار عبور المياه فوق الممر الأوسط لسد النهضة.
وأشار “شراقي” في منشور له بموقع فيسبوك، إلى أن المياه تمر رغم أنها الآن أقل من 40 مليون متر مكعب في اليوم، ويبلغ ايراد النيل الأزرق في شهر ديسمبر حوالى 1.3 مليار متر مكعب بمتوسط يومي حوالى 42 مليون مكعب في اليوم وهذه كمية قليلة يستطيع توربين واحد فقط تمريرها يوميا في حالة التشغيل الكامل، واستمرار عبورها أعلى الممر الأوسط يؤكد عدم تشغيل التوربينين بكفاءة.
وتابع: “من المتوقع نتيجة فشل التوربينين في تمرير المياه، فتح إحدى بوابتي التصريف على الجانب الغربي إذا أرادت إثيوبيا البدء في الاستعدادات للتخزين الرابع”.
وجدد خبير المياه التأكيد على أن استمرار إثيوبيا في عمليات الملء والبناء يمثل خرقاً للأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية التي من بينها إعلان مبادئ سد النهضة 2015 الذي ينص في البند الخامس على التعاون في الملء والتشغيل مع مصر والسودان وهو أمر لم تلتزم به أديس أبابا.
على مدار أحد عشر عامًا هي عمر الأزمة، خاضت مصر والسودان وإثيوبيا عدة جولات من المفاوضات، منفردة وبرعاية الاتحاد الإفريقي، إلا أن أديس أبابا لم تُبد أي مرونة للحل طوال تلك الفترة، وكان هناك تعنت واضح وعدم قبول لأي حلول مقترحة سواء قدمتها مصر أو السودان ولم تقبل الاقتراحات التي قدمها الاتحاد الإفريقي.. فهل تنتهي أزمة سد النهضة قريبًا؟