في واحدة من أسوأ ليالي ريال مدريد الأوروبية، سحق أرسنال الفريق الملكي بنتيجة 3-0 في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب الإمارات في لندن.
هذه الهزيمة القاسية لم تكن مجرد خسارة رياضية، بل أشعلت أزمة داخلية هزت أركان النادي، حيث تبادل المدرب كارلو أنشيلوتي ورئيس النادي فلورنتينو بيريز الاتهامات، بينما وجه أنشيلوتي لومه إلى ثلاثي الفريق البارز.
مقدمة
هل وصل ريال مدريد إلى نقطة اللاعودة؟
خسارة مذلة أمام أرسنال، غضب أنشيلوتي على نجومه، وهجوم غير مسبوق من بيريز على مدربه المخضرم.
هذه ليست مجرد مباراة خسرها ريال مدريد، بل لحظة قد تعيد تشكيل مستقبل النادي.
في هذا المقال، نكشف تفاصيل الأزمة التي ضربت ريال مدريد بعد هزيمة الإمارات، وكيف أصبح أنشيلوتي في مرمى النيران.
سقوط مدوٍ في لندن
بدأت المباراة بتوازن نسبي، لكن أرسنال، بقيادة ميكيل أرتيتا، فرض سيطرته تدريجيًا وسجل ثلاثة أهداف عبر ديكلان رايس (هدفين من ركلتين حرتين) وميكيل ميرينو.
ريال مدريد بدا عاجزًا عن الرد، حيث افتقر إلى التنظيم الهجومي والصلابة الدفاعية.
هذه النتيجة وضعت أرسنال على أعتاب نصف النهائي، تاركةً ريال مدريد أمام مهمة شبه مستحيلة في مباراة الإياب على ملعب سانتياغو برنابيو.
أنشيلوتي يواجه نجومه
بعد المباراة، تحول غضب كارلو أنشيلوتي إلى مواجهة مباشرة مع ثلاثي الفريق: كيليان مبابي، رودريغو، وجود بيلينغهام.
المدرب الإيطالي، المعروف بهدوئه، فقد أعصابه هذه المرة واتهم الثلاثي بتقديم أداء مخيب للآمال أسهم في هذه الهزيمة القاسية.
“لقد خذلتموني بطريقة لم أرها من قبل”
هكذا وجه كلامه لهم بحسب مصادر مقربة من غرفة الملابس.
لم يقتصر نقد أنشيلوتي على هذا الثلاثي، بل امتد إلى النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي يعاني من تراجع واضح في مستواه.
أنشيلوتي صدم فينيسيوس بتحذير صريح:
“إذا استمر مستواك هكذا، لن يكون لك مكان في ريال مدريد الموسم القادم”.
هذا التصريح يعكس حالة الإحباط التي يعيشها المدرب تجاه الجناح الذي كان يُعتبر ركيزة أساسية في الفريق.
على الجانب الآخر، وجد أنشيلوتي كلمات الثناء للاعب واحد فقط: الحارس تيبو كورتوا.
رغم استقباله ثلاثة أهداف، إلا أن كورتوا منع أرسنال من تسجيل المزيد بتصديات رائعة.
أنشيلوتي قال له:
“أنت الوحيد الذي يستحق الشكر، وأنا ممتن لك إلى الأبد”.
بيريز ينفجر في وجه أنشيلوتي
لم تتوقف الأزمة عند مواجهة أنشيلوتي مع لاعبيه، بل تصاعدت إلى صدام مباشر مع رئيس النادي فلورنتينو بيريز.
بعد المباراة، نزل بيريز إلى غرفة الملابس وشن هجومًا حادًا على المدرب الإيطالي، متهمًا إياه بالمسؤولية الكاملة عن هذا السقوط المدوي.
بيريز انتقد قرارات أنشيلوتي التكتيكية، خاصة إبقاءه على فينيسيوس طوال المباراة رغم أدائه الضعيف، وإخراجه لـلوكا مودريتش، الذي كان يقدم بعض الإيجابية في تنظيم اللعب.
بيريز أشار إلى أن ريال مدريد عانى منذ بداية المباراة من صعوبة في بناء الهجمات والخروج بالكرة من الدفاع، واعتبر أن أنشيلوتي فشل في إيجاد حلول لهذه المشكلة.
هذا الهجوم من بيريز يعكس حالة الإحباط العام داخل إدارة النادي، خاصة مع تزايد الضغوط من الجماهير التي تطالب بتغييرات جذرية.
دفاع أنشيلوتي: اتهامات متبادلة
في مواجهة هذا الهجوم، لم يصمت أنشيلوتي بل رد بقوة، محملاً بيريز جزءًا من المسؤولية.
المدرب الإيطالي أشار إلى أن إدارة النادي لم توفر له تعاقدات قوية خلال فترة الانتقالات، خاصة في مراكز الأظهرة ودكة الاحتياط.
“لا أملك أظهرة بمستوى عالٍ ولا دكة احتياط قادرة على تغيير مجرى المباريات”
هكذا دافع أنشيلوتي عن نفسه، مشيرًا إلى أن الفريق يعاني من نقص في العمق والخيارات.
هذا الصدام بين أنشيلوتي وبيريز قد يكون بداية نهاية العلاقة بين الطرفين، خاصة إذا فشل الفريق في تحقيق معجزة في مباراة الإياب.
الجماهير بدأت تتساءل عما إذا كان أنشيلوتي لا يزال الرجل المناسب لقيادة ريال مدريد في هذه المرحلة الحرجة.
تأثير الهزيمة على الفريق
الهزيمة أمام أرسنال لم تكن مجرد خسارة مباراة، بل كشفت عن مشاكل عميقة في ريال مدريد.
الفريق يعاني من تراجع مستوى نجومه الكبار، إلى جانب غياب الانسجام بين اللاعبين.
مبابي، الذي انضم إلى الفريق بآمال كبيرة، لم يقدم حتى الآن المستوى المتوقع، بينما يبدو بيلينغهام بعيدًا عن تألقه في الموسم الماضي.
أما فينيسيوس، فتراجعه أثار قلق الجماهير، خاصة مع تهديد أنشيلوتي باستبعاده.
على الجانب الإيجابي، كان أداء كورتوا نقطة مضيئة وسط هذا الظلام.
الحارس البلجيكي أثبت مرة أخرى أنه من أفضل حراس العالم، وتصدياته منعت أرسنال من تحقيق نتيجة أكثر إذلالاً.
الخاتمة
ريال مدريد يقف الآن على مفترق طرق.
هزيمة أرسنال كشفت عن تصدعات داخل الفريق، سواء على مستوى الأداء أو العلاقة بين المدرب والإدارة.
أنشيلوتي يواجه أصعب اختبار في مسيرته مع النادي، بينما يتساءل الجميع: هل يستطيع قلب الموازين في مباراة الإياب، أم أن هذه بداية نهاية عهده؟
بيريز، من جهته، يقف أمام قرار مصيري قد يغير وجه النادي في المستقبل القريب.
ما يحدث في الأيام القادمة سيحدد مصير ريال مدريد، سواء في دوري الأبطال أو على المدى الطويل.