منذ أن أعلنت الدولة الاثيوبية عن مشروعها سد النهضة في 2011، و لا يمر يوم بدون حدوث مشاكل داخلية في الدولة التي تعاني من اضطرابات داخلية ونزاعات، فقد وصف بالمشروع الشؤم، وكان آخر تلك الاضطرابات إنهاء حياة عضو اللجنة التنفيذية لحزب الازدهار الحاكم ومسؤول الحزب في إقليم أمهرة الإثيوبي، فمن هو وجيرما يشيطلا، وهل تعود الأحداث لتشتعل مرة أخرى فى إثيوبيا ما يتسبب في توقف البناء بسد النهضة في ظل الاضطرابات التي قد تعود في أي وقت؟
تستمر الاحتجاجات، في أمهرة، ثاني أكبر الأقاليم الإثيوبية، ضد قرار رئيس الوزراء، آبي أحمد، بدمج قوات الإقليم الخاصة في الشرطة والجيش الإثيوبيين.
شهدت بلدات إقليم أمهرة تظاهرات رافضة لقرار أبي أحمد، اليوم، فيما سُمع دوي إطلاق نار في بلدتين على الأقل بحسب «رويترز».
تعتزم الحكومة الإثيوبية دمج جميع القوات الخاصة الإقليمية- إما في الجيش الوطني أو في الشرطة الفيدرالية أو الإقليمية.
ماذا وراء القرار
وفقًا لتقارير مجلة «أديس ستاندرد»، الإثيوبية، تستهدف الخطوة تقليص استقلالية الولايات ذات السيادة العسكرية الفردية.
وينطبق الأمر على جميع أقاليم إثيوبيا عددها 11 إذ إن لها جيوشًا خاصة بها وتستخدم لغتها الخاصة، لكنه قوبل بمعارضة شديدة في أمهرة، ثاني أكبر منطقة، واختلفت مع آبي في الآونة الأخيرة.
لكن أفراد من قوات أمهرة الخاصة وميليشيات متحالفة معها تعهدوا بمعارضة الأمر الصادر الخميس الماضي مما أدى إلى مواجهة مع حكومة، آبي أحمد.
وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، إنّ خطة الدمج تهدف إلى تحقيق الوحدة الوطنية لإثيوبيا، مشددًا أن «القرار لا يستهدف نزع السلاح وأن القوات ستحصل على مزيد من التدريب ويتم إعادة دمجها في هياكل أمنية أخرى، مما يمكنهم من خدمة البلاد بشكل أفضل».
وتعهد رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، بتفكيك القوات التي أنشأتها بعض الولايات، محذرا من أنه سيتم اتخاذ إجراءات إنفاذ القانون ضد أي معارضة «هدامة» على حد وصفه.
وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي في بيان نشر على حسابه على تويتر أن بلاده «واجهت صعوبات.. فيما يتعلق بالقوات الخاصة في الولايات»، مشيرا إلى وجود نقاط تفتيش غير قانونية وعمليات تهريب وقطع طرق.
أدان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، حادث اغتيال عضو اللجنة التنفيذية لحزب الازدهار الحاكم ومسؤول الحزب في إقليم أمهرة الإثيوبي، وجيرما يشيطلا.
حيث وصف رئيس الوزراء الإثيوبي الحادث بأنه محاولة جبانة من المتطرفين، ويتزامن هذا الحادث مع مساع حكومية إثيوبية جادة لانهاء كافة النزاعات الداخلية بالبلاد.
فبعد الصلح الذي تم مع جبهة تيغراي، توجهت الحكومة الإثيوبية إلى جيش تحرير الأورومو، لإبرام اتفاقية سلام معها، و التي تعد هي الأولى من نوعها بين الجانبين منذ عقود.
و جيش تحرير أورومو، هي جماعة متمردة معارضة للحكومة الإثيوبية في إقليم أوروميا، وجماعة أورومو هي أكبر جماعة عرقية موجودة في إثيوبيا.
حيث لها أكبر نطاق انتشار في القرن الأفريقي، ووفقا لإحصاء 2007 فإن هذه العرقية تشكل 40% من سكان إثيوبيا، و يرجع الصراع بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير أورومو إلى عام 1973، عندما أسس القوميون الأورومو جبهة تحرير أورومو وجناحها المسلح، جيش تحرير أورومو.
وهنا قد يتساءل البعض، ما هو مصير سد النهضة الإثيوبي في ظل الاضطرابات الداخلية التي تعاني منها إثيوبيا، بجانب الاشتباكات التي تدور في جارتها الشمالية السودان، فهل يتوقف المشروع، أو إن أديس أبابا تستغل تلك الاضطرابات للاسراع فى عملية الملء الرابع للسد.
وفي هذا الصدد قال أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، إن أديس أبابا تستغل معارك السودان لتسريع الملء الرابع لسد النهضة، والذي قد يبدأ خلال أسابيع مع بدء موسم الفيضان
حيث أكد شراقي، إن إثيوبيا تواصل أعمال البناء في السد بوتيرة متسارعة، وذلك استعدادًا البداء في الملء الرابع للسد، الذي هو الأكبر.
وأوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن التخزين الرابع لسد النهضة سيكون في حدود 18 مليار، سوف يتم اضافتهم الي 17 مليار مخزنة من المراحل الثلاث الماضية.
وأشار”شراقي” إلى أن أن إيراد نهر النيل هذا العام سوف يتم تخزينه خلف السد الإثيوبي، مما سيؤدي لارتباك في توزيع المياه لمصر والسودان.
وقال شراقي، إن السد الإثيوبي، يعاني من الكثير من المشاكل جيولوجية، بسبب طبيعة التربة التي بنيت عليها السد، علاوة على أن الجبال في إثيوبيا تتخطى 4 آلاف و500 متر، مما يعني سرعة انحدار المياه من الجبال خاصة في موسم الأمطار، و هذا قد يشكل تهديد للسد.
فما الذي ستفعله كل من مصر و السودان لحماية مقدراتهم المائية؟