البرهان يحذر من إهمال الفرصة الأخيرة وينذر القوى السياسية

بدأ الرجل يلملم أوراق وعليه علامات الملل من وضع مضطرب طالما خطط لإنهائه في ظل ما يطال البلاد من أخطار بإثارة الإضرابات في الداخل والضغوط المتتابعة من الخارج، بينما تظهر المؤشرات الراهنة أنه بصدد الإعداد إلى تحرك جديد.

تتنازع الأطياف السياسية السودانية التوجهات بشأن مرحلة انتقالية طال أمدها بينما يريد الشعب السوداني الوصول إلى استقرار دولة ذات مؤسسات ديمقراطية وطي صفحة الماضي.

يريد الجيش السوداني ترسيخ استقرار بلاده وفق إجماع الأطياف السياسية كافة، حيث حسم الجيش موقفه بشأن المرحلة الانتقالية الراهنة وذلك وفق رؤية تقوم على خروج الجيش بشكل نهائي من الحياة السياسية.

يطرح تلك الرؤية على الشعب السوداني رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الذي يطرح للسياسيين ما وصفه بـ «الفرصة التاريخية» التي لا ينبغي إهدارها حيث يستهدف الجيش ضمان توحيد الصف.

لا زال الجيش السوداني والمجلس الانتقالي يعتبران «الخلافات والصراعات السياسية» أمورا قابلة لتجاوزها من خلال الحوار الوطني الجاد بين مختلف الأطياف متباينة التوجهات.

سياسيا لن يتمكن السودان من إرساء مؤسساته سوى بالانتخابات العامة التي يسعى الجيش إلى تهيئة الأجواء لها بموجب توافق تام بين أطراف النزاع السياسي القائم في البلاد.

ترتكز رؤية مجلس السيادة السوداني على الإسراع بتشكيل حكومة انتقالية من كفاءات مستقلة على أن تحمل تلك الحكومة برامج عملية تتمكن من خلالها من تجاوز الوضع الاقتصادي الراهن.

الفرصة الأخيرة التي أبداها البرهان في خطابه الموجه إلى الشعب وإلى القوى السياسية مفادها، أن الاصطفاف الوطني ضرورة حتمية، وأنه لن تكون هناك أي فرصة محتملة للخروج على الدولة بالقوة.

ومع الدعوة المتواصلة إلى الاستقرار لازال الاتفاق الإطاري الموقع بين ممثلي القوى السياسية والمدنية مجرد مبادئ عامة لم يتطرق إلى أية إجراءات تفصيلية بشأن المرحلة الانتقالية الراهنة.

تتوالى الاجتماعات السرية بين البرهان والقوى السياسية وأبرزها قادة قوى الحرية والتغيير.. رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير افصح عن تفاصيل جزء من تلك الاجتماعات. حيث تريد القوى السياسية عودة القوات المسلحة بشكل كامل إلى الثكنات العسكرية.

بعض التفاصيل المسربة بشأن الاجتماعات التي عقدت بين البرهان والقوى السياسية تشير إلى أن البرهان أراد الاجتماع بقيادة القوى السياسية وصادف ذلك رغبة من القوى السياسية في عقد لقاء يضمن الوصول إلى اتفاق نهائي وآلية متكاملة لتجاوز أي تعقيدات تمس المرحلة الراهنة.

مؤيدو الجيش السوداني في الشارع يرون أن القوات المسلحة من الصعب أن تسلم السلطة إلى القوى المدنية «على طبق من ذهب»، بينما ترى القوى السياسية أن الوضع الراهن في البلاد يؤكد أن الجيش بدا حزبا سياسيا يطرح رؤيته بشأن الاقتصاد والشأن السياسي.

خبراء يرون البرهان أكثر حركة ومرونة في إدارة الفترة الانتقالية فضلا عن ظهوره ممثلا للبلاد في العديد من المحافل وفي تلقي الخطابات والتهاني الرسمية الموجهة إلى السودان، بل والرد عليها.

كلمة البرهان إلى الشعب السوداني بالزي السوداني بدت تحذيرا للقوى السياسية من «إضاعة الفرصة التاريخية» وليست مجرد دعوة أو مناشدة؛ مما ينذر باحتمال تحرك جديد يفرض إرادة الشعب السوداني في العام الجديد. أو وضع آلية قانونية لانتخابات رئاسية يكون البرهان أحد المتنافسين فيها.

Exit mobile version