ماذا ينتظر السودان بعد أشهر من انتظار استقرار بات حلما لأبنائه؟ وما هي المؤسسة التي تملك زمام الأمور لفرض استقرار ينشده شعب يرى أمان بلاده استحقاق طبيعيا بعد فترات انتقالية طال أمدها.
«الجيش يمثل وحدة السودان وتماسكه».. بذلك التصريح جدد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان التأكيد على ثوابت لا تتأثر وقيم عليا لا تقبل المساومة بشأن استقرار البلاد وضمان أمن شعبها وسلامته وحقه الطبيعي في استغلال ثرواته دونما أن تنازع أبناءه أطماع السياسة وتقلبات الأوضاع التي طالما عانوا جراء تربص ببلدهم من الداخل والخارج.
قال البرهان أيضا قضية الجيش هي حماية الوطن وشعبه وأرضه، وسيقف المجلس الرئاسي في صف الشعب ويسعى لتحقيق تطلعاته، مجددا التعهد: إننا لن نسمح لأي جهة بالعبث بالقوات المسلحة وتفكيكها.
البرهان، الذي يحضر ممثلا لبلاده في مختلف الفعاليات الإقليمية والدولية، جدد ترسيخ الأهداف العليا الي يسمو إليها السودانيون بعد تجارب انتقال مريرة كادت أن تطيح بالظروف المعيشية في بلد يقدم مواطنيه المطالب الحياتية اليومية أولوية أولى لهم للعيش في سلام وأمن، خصوصا وأن بلدهم، على مستوى تقييم الثروات والموارد الطبيعية التي يتمتع بها «ليس فقيرا» ولم يعد ينقصه سوى مقاربة سياسية متوازنة ترسي قواعد الحكم على أساس من التوافق التام الذي يضمن تفادي اضطرابات أشعلتها خلافات ما عاد لاطفائها موعد.
رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قال بكلمات واضحة «سنمضي لتحقيق وحدة السودان»، ولم يغفل البرهان ركيزة الاستقرار الأساسية بتأكيده المتواصل أن الجيش السوداني هو بمثابة «العمود الفِقَري» لاستقرار البلاد وأنن المؤسسة العسكرية ذاتها وبما يعل عليها من دور مرتقب للوصول بالسودان إلى بر الأمان هي ذاتها رهن إصلاح شأنها في ذلك شأن بقية مؤسسات الدولة.
قال البرهان أيضا، «إننا بدأنا إصلاح المنظومة العسكرية»، ليؤكد أيضا أن الإصلاح في السودان إنما يتم تطبيقه بمثابة تعميم شامل على مؤسساته كافة؛ وبما يلبي طموحات الشعب السوداني وتطلعاته نحو الاستقرار المنشود، حيث يعد السودانيون الأمل على جيشهم في تخليصهم من اضطرابات محتملة والحفاظ على مقدرات البلاد.
يعول السودانيون أيضا على الجيش في فرض إجراءات الإصلاحات الشاملة وفرض «الانتقال الآمن» لوضع حد للفترة الانتقالية التي طال أمدها مع الحاجة الماسة إلى برامج اقتصادية تضمن للخرطوم تجاوز أزماتها وسط مخاوف من احتمالات زيادة التضخم إلى معدلات غير مسبوق.
مؤشرات الأوضاع المعيشية الصعبة في السودان يقودها ارتفاع معدلات التضخم خصوصا بعد أن طالت الزيادة أسعار المحروقات مؤخرا وبات المواطن السوداني رهن حالة قلق متواصل على مستقبله.
المخاوف المشروعة لدى السودانيين يقودها غلاء الأسعار وضعف قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية، فيما يشير الخبراء إلى أن البلاد بحاجة ماسة إلى إصلاحات سريعة ربما يكون محركها الأساسي مجلس السيادة السوداني الذي يراه الشعب ضمانة أساسية لاستقرار البلاد وتجاوز أزماتها في فترة وجيزة، والتغلب على يحاك ضدها من مؤامرات خارجية وداخلية.
يرى السودانيون أيضا أن الأحزاب والتنظيمات السياسية في البلاد ربما يكون لها دور في المرحلة القاددمة مع بقاء مجلس السيادة ضامنا لفترة الانتقال خصوصا وأن كثيرا من رجالات السياسة والأحزاب هم من «تُرجى مشورتهم» و «لا يرجى حكمهم».
فهل يتوقع السودانيون بعد تصريحات البرهان مستقبلا أكثر أمانا من ذي قبل أم ينتظرون دخول احتمالات قد لا تلائم طموحاتهم حيز التنفيذ؟