لا جدال أن الصين هي الاقتصاد الأكبر والأقوى في العالم، لكن من الناحية العسكرية والاستراتيجية تأتي في مرتبة متأخرة قليلًا عن أمريكا وروسيا، وينافسها بقوة دول الاتحاد الأوروبي وجيرانها اليابان وكوريا الجنوبية.
ماذا فعلت الصين لكي تقفز فوق بلاد العالم كله وتمتلك معلومات استخباراتية استراتيجية عن مختلف دول العالم، خاصة تلك الدول التي تعتبر منافسا كبيرا للتنين الصيني؟ وما حكاية مراكز الشرطة السرية الصينية المنتشرة في كل دول العالم؟ كل هذا وأكثر نقدّمه في التالي:
أثيرت حالة من الجدل في كوريا الجنوبية بسبب مطعم للأكلات الصينية، بعدما اشتبه في أنه يوفر غطاء للسلطات الأمنية الصينية والتي تستخدمها كمركز سري لإطلاق عملياتها ومطاردة الهاربين المخالفين للقانون.
المخاوف بشأن المطعم الصيني أثيرت بعد تقارير إعلامية وحقوقية غربية تدعي أن الصين تدير أكثر من 100 مركز شرطة سري في نحو 53 دولة، لمراقبة الصينيين المقيمين في الخارج وإعادتهم إلى الوطن إن لزم الأمر، فيما تنفي بكين هذه الادعاءات تماما.
وبحسب وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية، تبحث سلطات مكافحة التجسس، في تاريخ المطعم المشتبه به، وما إذا كان بالفعل مركزا لمنظمة الشرطة الصينية السرية في البلاد.
وعقد المطعم الذي يقع في جنوب سيئول، مؤتمرا صحفيا، نفى خلاله الاتهام الموجه إليه، وقال ممثله إن المطعم مجرد “مكان عادي” ظهرت حوله شائعات، داعيا الإعلام إلى التوقف عن نشر هذه التقارير.
وقال متحدث باسم السفارة الصينية في سيئول في بيان إن “التقارير لا أساس لها من الصحة ولا يوجد شيء اسمه ما يسمى بمراكز الشرطة الخارجية”.
إلى ذلك، أعلنت شرطة الخيالة الملكية الكندية في نوفمبر الماضي، أنها بدأت تحقيقا في التقارير المتعلقة بوجود “مراكز خدمة للشرطة” الصينية في مدينة تورونتو.
وقالت شرطة الخيالة الملكية الكندية في بيان: “تحقق شرطة الخيالة الملكية الكندية في تقارير عن تدخل محتمل للممثلين الأجانب في مراكز خدمة الشرطة غير المعلنة، التي يعتقد أنها تعمل نيابة عن جمهورية الصين الشعبية في منطقة تورونتو الكبرى”.
أيضا قالت الحكومة في طوكيو إنها تحقق في تقرير يفيد بأن الصين أنشأت مراكز شرطة سرية داخل اليابان، وسط عمليات تفتيش مماثلة أجرتها السلطات في دول أوروبية والولايات المتحدة وكندا.
التقارير الغربية، استندت بالأساس إلى معلومات نشرتها مجموعة حقوق الإنسان الإسبانية “سيف جارد ديفيندرز”، ومع ذلك، قالت إن العديد من مراكز الشرطة هذه أقيمت من خلال اتفاقيات أمنية ثنائية مع الدول المضيفة في أوروبا وإفريقيا.
وادعى وزير الخارجية التشيكي أن الصين أغلقت “مركزين سريين للشرطة” يقعان في براغ. وصرح الوزير “يان ليبافسكي” بأن “الدبلوماسية التشيكية أثارت مرارا مسألة” مراكز الشرطة “مع الجانب الصيني”.
ومع ذلك، رفضت الصين من جانبها هذه الادعاءات بشكل قطعي. ونفت وزارة الخارجية الصينية المزاعم القائلة إن حكومتها تدير “مركز شرطة سري” في كوريا أو غيرها من الدول حول العالم “لمراقبة المواطنين الصينيين وإبقائهم تحت نفوذها”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، في مؤتمر صحفي، إن الصين تلتزم دائما بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتلتزم بدقة بالقانون الدولي وتحترم السيادة القضائية لجميع الدول، مضيفا: “ببساطة ما يسمى بمراكز الشرطة الخارجية غير موجود”.