فجأة ودون سابق إنذار جرفت المياه كل شيء في طريقها من الشاطئ مرورًا بالشوارع والأماكن القريبة منها، حتى وصلت إلى الوحدة العسكرية الأمريكية.
مشهد مذهل فلا أحد يستطيع الفرار، والكل يستغيث حتى يجدون مفرًا مما يحدث بهم، فالمياه كادت أن تنهي حياتهم، فماذا حدث بالقاعدة العسكرية الأمريكية في جزر مارشال؟
تغيرات مناخية، واستعدادات ومؤتمرات عقدت خلال الفترة الماضية من أجل مواجهة النوازل الطبيعية، أو حتى قطع الشريان من جذوره الذي يتسبب في تلك النوازل وهو التغيرات المناخية،فمن بين البلدان التي تعد في المقدمة لمواجهة التغيرات المناخية العاتية التي تضرب الكثير من بلدان العالم، كانت جزر المارشال، لكن غالبًا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن>
فاجتاحت الأمواج العاتية التي وصل ارتفاعها بين 3 إلى 4 أمتار، بعد تجاوزها الشواطئ، المنطقة المحيطة، ليجرف هذا التسونامي الجديد بالجزر ما يقابله، حتى وصل إلى وحدة عسكرية أمريكية،فبدأت الصرخات تعلو، وأصوات الاستغاثات لا يعلو فوقها صوت، فالجميع يريدون أن ينجدهم أحد مما يشاهدونه في الشوارع، قبل أن تصل المياه إلى هذه الوحدة>
مشهد صادم للجميع، فالأشجار اقتلعت من جذورها بسبب شدة اندفاع المياه، والكراسي والمنضدات أصبحت فوق المياه لترتكز في مكان ينتهي إليه الماء الجارف.
إلى أن حانت اللحظة الحاسمة في بدء وصول هذه المياه الجارفة إلى الوحدة العسكرية، فالأبواب أزيلت من أماكنها، والجدران الأمامية التي تعتمد عليها الأبواب رحلت إلى غير مكانها.
هرولة من الجميع داخل الوحدة العسكرية، فالصراخ يعلو، والمياه يدخل في كل مكان، والجرف لكل شيء داخل الوحدة أصبح المشهد الصادم أمام الكاميرات الموجودة بالمكان التي جسدت هذه الصورة القاتمة.
أثاث لم يصبح مستقرًا على الأرض، وحوائط وأبواب وأشخاص في جوف المياه الجارفة يدورون في دوامة مائية لا يعلمون إلى أين ستنتهي بهم،إلى أن بدأ انقطاع التيار الكهربائي عن المكان، ليصبح من وجد في هذه الثكنات لا يجدون مفرًا أو ملجأ يهرولون إليه من شدة اندفاع المياه الجارفة.
بل إن الأسوأ كان في تضرر العديد من المباني، ومجمع السيارات والمسرح والكنيسة الصغير في الجزيرة، بجانب وجود مناطق كاملة بالمارشال غمرتها المياه، وفقًا للجيش الأمريكي.
لكن الأبحاث العلمية أرجعت ما يحدث في الجزيرة، إلى ارتفاع منسوب مياه البحر، والذي ساهم في تلك الأمواج القوية، بجانب العديد من الفيضانات التي شهدتها المناطق الساحلية هناك، وفقًا لـ “سي إن إن” الأمريكية.
يذكر أن سبب قيام الولايات المتحدة بإنشاء القاعدة العسكرية في هذا المكان لاختبار معداتها العسكرية في تلك الجزيرة، كون طولها يبلغ حوالي ميل مربع.
وأقصى ارتفاع لها عن البحر 4 أمتار، بجانب بعدها عن هاواي بحوالي 4 آلاف متر، لكن رغم كل هذه المميزات أتت الرياح بما لم تشتهيه السفن الأمريكية لتزيل آمالهم من موقعهم المتميز،فبرأيكم هل كان هذا جزاء من الطبيعة إلى أمريكا؟أم أن المارشال فشلت في مواجهة التغيرات المناخية؟