الخطر قادم من أسفل الجليد في الجنوب وتسونامي يهدد حضارة آلاف السنين

زلازل وموجات تسونامي تضرب مناطق مختلفة من العالم، ويحذر العلماء من حدوث المزيد منها، فهل هي دلالات على قرب نهاية العالم؟ بحث حديث نشرته مجلة “لايف ساينس” العلمية، دق ناقوس الخطر من تسبب التغيرات المناخية والاحتباس الحراري إلى موجات تسونامي عملاقة.. فكيف ذلك؟ وأين ستقع تلك الموجات المدمرة؟

التغيُّر المناخي بات المتهم الأول في العديد من الكوارث التي تصيب الكرة الأرضية؛ حيث بات بإمكانه مع الأسف إطلاق العنان لموجات تسونامي ضخمة بالمحيط الجنوبي.

وفق مجلسة محلة “لايف ساينس” العلمية، نقلا عن البحث الذي نشرته بتاريخ 25 مايو الجاري، فإن ذلك قد يحدث بتسبب تغير المناخ بانهيارات أرضية أسفل الماء بالقارة القطبية الجنوبية.

وبواسطة حفر أُجري بقلب رواسب في قاع البحر بالقارة القطبية الجنوبية “أنتاركتيكا” بمسافة المئات من الأقدام، توصل العلماء والباحثون إلى أنه في الفترات التي سبقت ظاهرة الاحتباس الحراري، منذ ثلاثة ملايين وخمسة عشر مليون سنة، تكونت طبقات لرواسب سائبة، قد انزلقت كي ترسل موجات من تسونامي ضخمة، تتلاحق في هيجان صوب الشواطئ الأمريكية الجنوبية وأيضًا تجاه نيوزيلندا وإلى جنوب شرق آسيا.

العلماء حذروا من احتمالات قوية ربما تطلق جماح موجات المد مجددا بصورة كبيرة، ومن ثم إطلاق عنان طوفان لا طاقة للبشر على مواجهته، خصوصا مع استمرار دفع الاحتباس الحراري وتغير المناخ لمزيد من زيادة درجة حرارة المحيطات.

المتخصصة بالمسح البحري وعلم استكشاف المحيطات لدى جامعة بليموث بالمملكة المتحدة جيني جاليس، أكدت تلك المعلومات المنشورة بالمجلة العلمية، موضحة أن الانهيارات الأرضية في عمق البحر تمثل خطورة جغرافية كبيرة يمكن أن تترتب عليها موجات من تسونامي، وتتسبب بخسائر كارثية بالأرواح.

كما شددت على أن نتائج الأبحات العلمية التي تم التوصل إليها بشأن التحركات التي تحدث تحت الأرض وبارتفاع درجة حرارة المحيطات، تقودنا إلى أهمية الحاجة لفهم كيفية تأثر استقرار المناطق بظاهرة تغير المناخ العالمي، وإمكانية وقوع أمواج من تسونامي مستقبلاً.

في العام 2017، توصل العلماء للمرة الأولى إلى دليل على وجود انهيارات قديمة بقشرة الكرة الأرضية قديمة، قبال قارة القطب الجنوبي، وبالتحديد في شرق بحر روس.

حيث اكتشفوا أن أسفل الانهيارات الأرضية تكمن طبقات رواسب ضعيفة مليئة بكائنات بحرية متحجرة تعرف باسم “العوالق النباتية”.

العلماء توجهوا إلى تلك المنطقة مجددًا في العام 2018، وحفروا بأعماق قاع البحر؛ من أجل استخراج نوى الرواسب؛ حيث رأوا أنها عبارة عن أسطوانات طويلة ورفيعة من القشرة الأرضية، وطبقة وراء أخرى، توضح تاريخ تلك المنطقةَ الجيولوجي.

ختامًا.. وسط هذا القلق العالمي ما مصير مصر من تلك الموجات العاتية المتوقعة من تسونامي؟ أجاب فى وقت سابق مركز مجلس الوزراء الإعلامي، إذ نفى بعد أن تواصل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، احتمالية حدوث هذا السيناريو لمصر، قائلاً إن انحسار مياه البحر عن بعض شواطئنا غير صحيحة، وبالتالي عدم وثوع موجات تسونامي.

كما أكدت الحكومة أن تقلص منسوب مياه تلك الشواطئ ليس له علاقة مطلقًا بحدوث موجات تسونامي بمصر؛ موضحة أنه مجرد ظاهرة في الطبيعة تجري بصورة دورية وترتبط بحركتي المد والجزر.

Exit mobile version