أحضرت هذه السيدة العجوز إلى المحكمة وهي مقيدة اليدين ثم دخلت إلى المحكمة بعد فك قيدها لتحضر الجلسة الأخيرة للحكم عليها ..
كانت هذه السيدة قد أتهمت بسرقة كيلوا من الطحين لأنها كانت جائعة ولاتملك نقوداً تسد بها جوعها ، وأصر صاحب المحل التي سرقت منه أن تحال للقضاء لتكون عبرة لغيرها …
✍ عند بداية قراءة الحكم ، وقف القاضي على قدميه وأرخى رأسه ونظر إلى الأرض وقال في خشوع وهو يبكي سامحيني يا أماه لم أستطع إيجاد إستثناء واحد في القانون ، ويجب أن أرى الناس سواسية ..
سامحيني يا أماه فلقد حكمت عليك بناء على المادة (رقم وتاريخ)..!؟ بالسجن سنتين ونصف ..
فجأة هنا في قاعة المحكمة تعالت أصوات الحاضرين بالصراخ والبكاء في المحكمة ..
فطرق القاضي مطرقته الخشبية وأمرهم بالهدوء وعدم الفوضى والإستماع للحكم حتى النهاية ، حيث أستكمل القاضي قراءة الحكم قائلاً :
أو غرامة ألف دينار نقداً ليطلق سراحك بعدها إذا استطعت السداد …
✍ بعد نطق الحكم نزع القاضي طاقيته التي كان يلبسها وأخرج من محفظته ألف دينار ووضعها في الطاقية ، ورفع صوته في المحكمة قائلاً :
حكمت أيضا على كل الحاضرين في القاعة بجمع مبلغ ألف دينار فوراً ووضعها في هذه الطاقية ، وقد تم جمع النقود وأعطاها العجوز ..
✍ قال بعدها القاضي كيف تجوع عجوزاً كهذه في قريتكم ولا تعلمون عنها ، ولو كان القانون يسمح لي لحكمت على كل أهل المدينة بغرامة نقدية بسبب وقوف عجوز كبيرة أمامي بتهمة السرقة بسبب الجوع ..