لم تعد مجرد مؤشرات.. بل اشتعلت الأحداث فى شبه الجزيرة الكورية وأصبح الحوار بين الجارتين باستخدام المقذوفات البالستية في تطور لم يحدث منذ 70 عاما.. والخيار النووي أصبح في الحسبان.. ماذا حدث في صباح اليوم؟
تبادلت الكوريتان الشمالية والجنوبية إطلاق المقذوفات العسكرية بالقرب من الخط الحدودي الفاصل بين البلدين صباح اليوم الأربعاء في واقعة لم تحدث منذ 70 عاما.
وأكد الجيش الكوري الجنوبي، أن بيونج يانج أطلقت 100 قذيفة مدفعية باتجاه المنطقة البحرية الفاصلة صباح اليوم الأربعاء بعد ساعات على أطلاق مجموعة من المقذوفات بالستية سقط أحدها قرب المياه الإقليمية الكورية الجنوبية.
وكان جيش كوريا الجنوبية أعلن إطلاقه ثلاثة مقذوفات جو أرض باتجاه شمال حدوده البحرية مع كوريا الشمالية الأربعاء ردا على إطلاق كوريا الشمالية ما لا يقل عن عشرة مقذوفات بالستية في وقت سابق اليوم، بما في ذلك مقذوف سقط على بعد أقل من 60 كيلومترا من ساحل كوريا الجنوبية.
ومن جانبها، قالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية أن مقذوفا واحدا على الأقل سقط على بعد 26 كيلومترا جنوب خط الحدود الشمالي المتنازع عليه على الحدود البحرية بين الكوريتين، وسقط المقذوف على بعد 57 كيلومترا فقط من مدينة سوكتشو الكورية الجنوبية على الساحل الشرقي و167 كيلومترا من أولونج.
وكانت كوريا الشمالية طالبت أمس الثلاثاء الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بوقف تدريباتهما العسكرية واسعة النطاق فورا، قائلة إنه لم يعد من الممكن التسامح مع مثل هذا “التهور والاستفزاز”.
وحذرت من أنها قد تتخذ “إجراءات أكثر قوة” إذا واصلت الولايات المتحدة “استفزازاتها العسكرية”، مشيرة إلى تدريباتها الجوية المشتركة واسعة النطاق مع كوريا الجنوبية حيث يخوض البلدين واحدة من أكبر المناورات الجوية العسكرية المشتركة بينهما يوم الاثنين الماضي، وشنت مئات الطائرات العسكرية من الجانبين عمليات وهمية على مدار 24 ساعة في اليوم، والتي ستستمر لمدة 5 أيام بمشاركة 240 طائرة.
ولم تتأخر كوريا الشمالية في الرد، فأطلقت صباح اليوم أكثر من عشرة مقذوفات بالستية وقع أحدها قرب المياه الإقليمية الكورية الجنوبية ما استدعى ردا من سيول التي أطلقت ثلاثة مقذوفات جو-أرض فيما ندد رئيسها يون سوك-يول ب “اجتياح أرضي بحكم الواقع” حيث اجتاز مقذوف بالستي قصير المدى نسب إلى كوريا الشمالية خط الحدود الشمالي الذي تشكل الحدود البحرية بين البلدين ما أطلق انذارا بحصول غارة جوية وطلب من سكان جزيرة اولونغدو الكورية الجنوبية النزول إلى ملاجئ تحت الأرض.
وأفاد الجيش الكوري الجنوبي أنها “المرة الأولى منذ انقسام شبه الجزيرة” الكورية أثر توقف المعارك الكورية العام 1953 التي يسقط فها مقذوف كوري شمالي على هذه المسافة القريبة من المياه الإقليمية لكوريا الجنوبية.
وأجرت كوريا الشمالية تجارب على عدد قياسي من المقذوفات هذا العام، وقالت إن الموجة الأخيرة من عمليات الإطلاق كانت ردا على مناورات الحلفاء.
فيما تحذر واشنطن وسيول من أن كوريا الشمالية في طريقها لتنفيذ تجربتها النووية السابعة خلال أيام، حيث أكد مسؤولون كوريون جنوبيون إن كوريا الشمالية يمكن أن تزيد من رهانها في الأسابيع المقبلة من خلال تنفيذ أول جهاز اختبار نووي لها منذ سبتمبر 2017 ، وهو ما قد يأخذ البلاد خطوة أقرب إلى أهدافها المتمثلة في بناء ترسانة نووية كاملة قادرة على تهديد الولايات المتحدة الإقليمية. الحلفاء والبر الرئيسي الأمريكي.
التصعيد العسكري في شبه الجزيرة الكورية ينذر بعواقب وخيمة قد تجر العالم إلى استخدام معدات عسكرية ذات قدرات نووية ممما يهدد حياة الكوكب بأكمله.. فعل الخيار النووي متاح؟