يبدو أن العاصفة الزلزالية مازالت مستمرة، في المنطقة ما بين تركيا وسوريا ولبنان والأردن، إلا أن هذه المرة اتجهت غربا في ليبيا، لتكون أرض الزلازل الجديدة لاسيما بعد 4 هزات أرضية ومخاوف من زلزال ضخم يعيد تشكيل المنطقة.. ماذا يحدث فى شرق المتوسط؟
تعرضت مدينة المرج شرق ليبيا لهزة أرضية خلال الساعات الماضية، شعر بها مع معظم السكان، وتعد الهزة الرابعة التي تسجل خلال الأيام الماضية، ما زادت المخاوف بشأن الزلازل.
وناشد عميد المجلس البلدي المرج الجهات الحكومية تجهيز غرفة طوارئ خاصة بالبلدية، بجميع الإمكانيات والإمدادات الطبية اللازمة، استعدادا لحدوث أي طارئ، محذرا من نقص الخدمات ومستلزمات الطوارئ والأمن والسلامة وضعف البنية التحتية.
الهزة الجديدة عززت المخاوف في ليبيا بشأن وقوع الزلازل، حيث شهدت مدينة درنة الإثنين الماضي هزة بلغت قوتها 4 درجات على مقياس ريختر، حسب ما رصدته مؤسسة “رؤية” الليبية لعلوم الفضاء وتطبيقاته، وأكده أيضا موقع “فولكانو ديسكافري” المتخصص في الرصد الجيولوجي.
وتسبب وقوع تلك الهزات في حالة من الفزع، حيث تداولت صفحات ليبية على مواقع التواصل تحذيرات من “زلزال كبير” سيضرب مدينة المرج، يتراوح بين 6.5 و7.5 درجة على مقياس ريختر.
ويأتي ذلك في ظل المخاوف بشأن تعرض الصفائح الأرضية لمنطقة شمال إفريقيا إلى ضغط جراء ما حدث في زلزال تركيا، حيث دعت تلك الصفحات إلى الاستعداد مبكرا لأي طارئ، وأوله توفير مخزون استراتيجي طارئ من أغطية وبطاطين وفرش وخيام وملابس وفحم ومواد طبية ومواد غذائية، ورفع درجة الاستعداد لدى أجهزة الحماية المدنية وعمل تدريبات وتوعية ومحاكات لعمليات الإنقاذ، وتدريب متطوعين ومنتسبين جهات أمنية والهلال الأحمر علي عمليات الإنقاذ تحت الأنقاض، مع الإسراع في شراء رادارات وأجهزة رصد وإنقاذ.
وخلال الفترة الأخيرة، تواصل المركز الليبي للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء مع الجهات والمنظمات العالمية المعنية برصد الزلازل، ومنها مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي الذي يملك 1500 محطة في حوض البحر المتوسط، لرصد الزلازل في ليبيا لاسيما أن ليبيا لا تمتلك شبكة لرصد الزلازل.
وبحسب “سكاي نيوز”، كانت تملك ليبيا 15 محطة لرصد الزلازل ضمن شبكتها القومية، تخولها من رصد الهزات حتى الخفيفة، لكن الشبكة الزلزالية متوقفة جميعها عن العمل عدى محطة غريان، وأغلبها سرقت معداتها، كما فقد الاتصال مع الأقمار الصناعية.
ولم ترصد تلك المحطات الهزة الأرضية في المرج، لأن قوتها لم تتجاوز 3 درجات، لكن في التوقيت نفسه وقعت هزتين في جزيرة كريت اليونانية التي لا تبعد كثيرا عن سواحل ليبيا.
ولدى ليبيا تاريخ زلزالي حيث وقع تعرضت مدينة المرج العام 1963 لزلزال بقوة 5.4 درجة تسبب في رحيل 200 شخص، كما تعرضت ليبيا في عام 1935 إلى زلزال أكبر، بقوة 7.1 درجة، يعد بين أقوى الزلازل المسجلة في أفريقيا، ضرب منطقة القداحية الواقعة بين مدينتي سرت ومصراتة، وصاحبه هزتان أرضياتنا بقوة 6.9 و5.1 درجة، وكان القدر رحيما بالبلاد إذ أن تلك المنطقة صحراوية ولا يقطنها الكثير من المواطنين.
وأكد مدير إدارة الشؤون العلمية والفنية بالمركز الليبي للاستشعار عن بعد المهندس محمد عبدالله، أن ليبيا لا تتأثر بحركة الصفائح التكتونية التي تتسبب في وقوع الزلازل في تركيا، وتتأثر بها دول أخرى مثل اليونان وإيطاليا وحتى الجزائر، إلا أن الهزات تقع جراء صدع موجود في وسط البلاد، وآخر في الجبل الأخضر، تسبب الأخير في الهزة الأرضية بمدينة المرج.