سحبت الأرض من تحت أقدامهم، وتمايلت البنايات بهم، وكانت حياتهم على المحك، وفلا منجيا ولا منقذ غير الله، باغتهم على حين غفلة منهم، ليحبس أنفاسهم، ويجعلهم يرددون أدعيتهم الأخيرة.
دقائق مرت كساعات، وقلق اجتاح قلوب المواطنين بالعراق، فكادوا يفقدون أرواحهم خوفا مما عاشوه، إلى أن جاء أمر الله، ونفذت مشيئته… ماذا حدث بالعراق؟ وما مصير العراقيين؟
نقلت وكالة الأنباء العراقية “واع” عن وزارة النقل العراقية قولها إن المراصد الزلزالية بهيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي سجلت هزة أرضية قرب الحدود العراقية- الإيرانية، على بعد 6 كم شمال قضاء بدرة في محافظة واسط، بلغت قوتها 4.1 درجات على مقياس الزلازل ريختر.
وشعر مواطنو محافظة واسط بهذه الهزة الأرضية، فيما لم يتم الإبلاغ عن أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات، ولكن اللافت للنظر أن تشهد العراق هزتين أرضيتين في أقل من شهرين، حيث ضربت هزة أرضية بقوة 4 درجات على مقياس ريختر محافظة كركوك شمال العراق، دون وقوع أضرار أو خسائر، في سبتمبر الماضي… فهل تتعرض الأراضي العراقية لتغيير ما؟
بحسب علماء الجولوجيا فإن الهزات الأرضية الضعيفة هي أمر طبيعي، ويحدث عشرات المرات خلال اليوم الواحد ولا تمثل قلقا مباشرا حيث لا يتم الشعور بها في معظم الأحيان، ولا يلاحظها السكان… ولكن يمكن أن تكون الهزات الأرضية المتوسطة والتي يشعر بها السكان دون وقوع خسائر بواد لزلزال أكبر يمكن أن يضرب الأرض ويسبب فاجعة إنسانية كبيرة، خاصة إن كانت الدولة أو المنطقة عرضة للزلازل بشكل مستمر، أو تقع على حزام الزلازل.
وكانت هيئة الأنواء الجوية العراقية، أعلنت تسجيل 48 هزة أرضية خلال شهر سبتمبر الماضي، وأكدت أن 35 زلزالا حدثت داخل العراق، بينما الزلازل الأخرى كان مركزها خارج العراق ولكن تأثرت مناطق بها.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية «واع»، عن عبد العظيم الساعدي، مدير عام الهيئة، أن عدد الهزات المسجلة خلال شهر سبتمبر الماضي، بلغ 48 هزة أرضية، منها 35 زلزالا في العراق، و11 هزة داخل إيران، فضلا عن هزة واحدة في سوريا.
ويتركز النشاط الزلزالي داخل العراق في السليمانية قضاء جمجمال، التي سجلت 15 زلزالا، وسجلت أربيل 7 زلازل، وسجلت واسط 6 زلازل، بالإضافة إلى 3 زلازل في نينوي، وزلزالين في ميسان، بينما سجل زلزال واحد في كركوك، وآخر في ديالي.
وشهدت عددا من دول الشرق لأوسط والدول العربية نشاطا غير مسبوق من الزلازل والهزات الأرضية والزلازل، بدأت مع مطلع العام الجاري، حيث تعرضت كلا من تركيا وسوريا لزلزال ضخم في السادس من فبراير الماضي، راح ضحيته مئات الآلاف بين من فقدوا أرواحهم، ومصابين بالآلاف ومشردين، وتكبدت الدولتان خسائر فادحة على المستوى الاقتصادي جراء عمليات إعادة الإعمار التي تكلفت بهاد الدولتين.
كان زلزالي تركيا وسوريا هما البداية فحسب لمسلسل طويل الأمد للزلازل بالمنطقة، حيث تعرضت المملكة المغربية لزلزال مزدوج منذ حوالي ثلاثة أشهر بمنطقة مراكش مما أسفر عن عدد كبير من الضحايا، وما زالت المغرب تعاني من تبعاته حتى الآن.