يبدو أن مصائب قوم عند قوم فوائد، على الرغم من الآثار المدمرة لزلزال الإثنين الأسود بتركيا، وتسببه فى رحيل المئات وتشريد الآلاف وانهيار مئات المنازل وتهدم الآلاف، فتسبب الزلزال التركى فى انتعاشة مائية للسدود العراقية والسورية، بعد أن اضطرت تركيا لفتح خزاناتها بعد أن حبست الماء لعقود طويلة.. ماذا يحدث فى العراق؟
على مدى عقود طويلة استخدمت تركيا المياه كورقة لابتزاز جيرانها، خاصة الأكراد في سوريا، فتلجأ إلى قطع مياه نهري دجلة والفرات بصفة متكررة وقد بنت عدة سدود على النهرين، وهو ما يؤثر على حصص المياه القليلة التي تصل إلى كل من سوريا والعراق.
وفي سوريا، أدت السدود التي بنتها وتبنيها تركيا على نهر الفرات إلى تراجع حصة السوريين من النهر، إلى أقل من ربع الكمية المتفق عليها دوليا، وهي مستويات غير مسبوقة.
وأبرز تلك السدود هو سد أتاتورك في محافظة أورفا التركية والذي يعد أكبر سد في البلاد إذ يخزن 48 مليار متر مكعب من المياه، فيما لا يختلف الوضع كثيرا بالنسبة إلى العراق فقد ساهمت الممارسات التركية في تراجع مستوى نهر دجلة بشكل كبير عبر سد إليسو الضخم الذي بنته تركيا على النهر ويخزن 34 مليار متر مكعب.
وتسبب سد إليسو في انخفاض حصة العراق من مياه النهر، وقد يصل التراجع إلى نسبة 60 في المئة بسبب تشغيل مولدات الكهرباء على هذا السد.
يبلغ عدد السدود التركية 579 سدا يتجاوز مخزونها 650 مليار متر مكعب من المياه، ويعد سدا أتاتورك وكيبان الأكبر في البلاد.
وتتعارض ممارسات تركيا بشأن مياه نهري دجلة والفرات مع القوانين الدولية، خاصة الاتفاقيتين الدوليتين لعام 66 و97 من القرن الماضي، وأيضا مع الاتفاقيات الثنائية التي وقعتها مع سوريا والعراق.
وأوضح الخبير المائي والجيوسياسي، عبدالله الأحمد، أن تركيا تستخدم الماء كأداة عسكرية ضد سوريا والعراق، بل وحولت الماء إلى سلعة تجارية وهذا ما يخالف القانون الدولي، مؤكدًا أن الاتفاقيات الدولية تشدد على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار حاجيات الدول من الماء وتحظر على تركيا، في هذه الحالة، اتخاذ أي إجراء من شأنه الإضرار بتلك الدول، وأعني سوريا والعراق”.
ومع 650 مليار متر مكعب من المياه، على أرض غير ثابتة نتيجة لوقوعها ضمن حزام للزلازل، حدث زلزال الإثنين الأسود الذى تسبب فى رحيل الآلاف، وتشريد الملايين، وانهيار البنية التحتية التركية.
وقال مهندس الجيوفيزياء أحمد إركان، إن الطاقة الصادرة عن الزلزال تعادل مليون طن من (تي إن تي) أي 500 مقذوف نووي، حيث تحركت طبقات الطين الحجري المعروفة بـ (الصهارة) على عمق 41 كيلومترا، وشكلت بركانا بقذف البازلت الساخن عند 2000 درجة مئوية”، وفقما نقل موقع “زمان” التركي.
وفي محاولة لتخفيف الضغط على القشرة الأرضية، قامت السلطات التركية بتفريغ السدود خاصة سد أتاتورك إليسو، لتجرى المياه مرة أخرى إلى الأراضى العراقية والسورية، وتدب الحياة من جديد فى أراضى قاحلة منذ عقود بسبب المياه التى حبستها تركيا عن الدولتين لتستغلها كورقة سياسية.
وأعلنت إدارة الطوارئ والكوارث التركية، عن تسجيل 2100 هزة ارتدادية منذ اليوم الأول لكارثة الزلازل جنوبي تركيا، وأوضحت أنه جرى تسجيل هزات أرضية بقوة 4.3 درجة.
ومن جانبها قالت زارة الموارد المائية في العراق، أن وضع السدود والخزانات مطمئن جدا، نؤكد أيضا بأن لدينا فراغات خزنية كافية لاستقبال أي كميات مياه قد ترد من الجارة تركيا وباستطاعتنا خزنها بشكل آمن.