يبدو أن العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية اتخذت منحنى تنازليا، بعد توعد الحكومة الأمريكية للرياض بمراجعة العلاقات، جراء القرار دعم السعودية لقرار أوبك + بتخفيض الإنتاج وتهديد الرياض بالرد.. ماهي القصة؟
أكدت صحيفة وال ستريت جورنال، في تقرير مطول، يناقش تدهور العلاقات الأمريكية السعودية، مؤكدًا أن قرار منظمة أوبك بلس التي تقودها المملكة بخفض إنتاج النفط، زاد من عزم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على إعادة النظر في العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وذات التوجه يبدو عليه ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، أيضا.
قرار أوبك بلس، رفع أسعار النفط الخام، في وقت يشهد ارتفاع متسويات التضخم، وجاء قبل الانتخابات النصفية الأمريكية مباشرة، كما اتخذ القرار على الرغم من مناشدات الولايات المتحدة بالتأجيل.
وتقول الصحيفة إن الأمر وصل إلى “إجراءات انتقامية” لم يكن من الممكن تصورها الآن على الطاولة.
وقال البيت الأبيض إن بايدن يريد مراجعة ما إذا كانت العلاقة السعودية تخدم مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة. كما يقول المسؤولون السعوديون إن الوقت قد حان الآن لهم لإعادة تقييم العلاقة الأميركية أيضا.
وقالت سفيرة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، الأميرة ريما بنت بندر، أن تقييم أو مراجعة العلاقات بين المملكة وأمريكا “أمر إيجابي”، والسعودية الآن لم تعد السعودية ذاتها التي قبل 5 و 10 سنوات.
كما مسؤولون سعوديون، تحدثت معهم صحيفة وال ستريت جورنال إن المملكة يمكن أن تبيع سندات الخزانة الأمريكية التي تحتفظ بها إذا أقر الكونجرس تشريعا مناهضا لأوبك.
وارتفعت حيازات السعودية من سندات الخزانة الأميركية إلى 119.2 مليار دولار في يونيو من 114.7 مليار دولار في مايو أيار وفقا لبيانات وزارة الخزانة الأمريكية.
والسعودية هي في المركز السادس عشر لأكبر حاملي سندات الخزانة الأميركية، وفقا للبيانات الفيدرالية.
وأكدت الصحيفة أن إقدام مالك للسندات على بيع كميات كبيرة منها سيرفع الفائدة المستحقة على تلك السندات، مما يعني خسائر للحكومة الأمريكية.
ولفتت الصحيفة أن الحالة الأخطر على الولايات المتحدة الأمريكية هى اتجاه الصين لبيع سندات خزانتها حيث تمتلك نحو ترليون دولار، وهي المالك الأكبر عالميا لسندات الخزانة الأمريكية، ويثير امتلاكها لهذا الكم الكبير من السندات القلق.
وكانت السعودية استخدمت أسلوب التهديد ببيع السندات سابقا مع إدارة الرئيس الأمريكى باراك
أوباما، حينما أبلغته أنها ستبيع أصولا أمريكية بمئات المليارات من الدولارات تحتفظ بها المملكة، إذا أقر الكونجرس حينها مشروع قانون من شأنه أن يجعل الحكومة السعودية مسؤولة أمام المحاكم الأمريكية بشأن أحداث 11 سبتمبر 2001، وبالفعل لم يتم تمرير القانون.
فيما صرح وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، بأن المملكة قررت أن تتعامل بـ”نضج” تجاه توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن، بعد الخلاف حول قرار مجموعة “أوبك+” خفض الإنتاج.
وأضاف أن الرياض تتواصل مع عدد من حكومات أوروبا بشأن الأزمة الراهنة، وشدد الأمير عبد العزيز بن سلمان على أن السعودية ستكون المورد لكل من لديه احتياج.
الخلاف بين الرياض وواشنطن إثر قرار “أوبك +” بخفض الإنتاج النفطي بمقدار مليوني برميل يوميا ابتداء من نوفمبر المقبل، وتلوح الولايات المتحدة بإعادة تقييم علاقاتها مع السعودية نتيجة هذا القرار، هو فصل جديد فى العلاقات بين البلدين الممتدة منذ 80 عامًا.. فهل يستمر التصعيد بين الحلفاء؟