فوجئ السودانيون، غداة اليوم السبت، بانقطاع كامل للكهرباء عن بلادهم، وسط تهديد طال استمرار المستشفيات والمصارف وسائر مؤسسات الدولة في العمل، فيما تحقق السلطات في أزمة توربينات السد.
«إنقطاع الكهرباء تماما عن البلاد بعد تعطل توربينات السد» بذلك العنوان بثت وسائل الإعلام السودانية تقريرا بشأن أزمة حقيقية طالما سبق التحذير منها دون إجراءات عملية على الأرض.
تعود أزمة التوربينات إلى عيوب فنية ظهرت منذ عامين في سد مروى شمال البلاد؛ ولطالما سبق التنبيه إلى خطورتها دونما جدوى بعد أن تبين أن البوابتين الثالثة والسادسة في جسم السد بهما مشكلات بالغة التعقيد.
ويعد سد مروي السوداني سدا كهرومائيا هاما لتوليد الكهرباء في البلاد ويقع على مجرى نهر النيل في الولاية الشمالية بالسودان عند جزيرة مروي التي يحمل نفس اسمها، على بعد ثلاثمائة وخمسين كيلومترا من العاصمة السودانية الخرطوم بينما يقع على بعد ستمائة كيلومتر من ميناء بورتسودان.
واستغرق بناء سد مروي فترة؛ حتى انتهت أعمال البناء في الثالث من شهر مارس لعام ألفين وتسعة، ويزيد طول السد عن تسعة كيلومترات بينما يصل ارتفاعه إلى سبعة وستين مترا، وكان ذلك السد بالنسبة للسودان مشروعا حضايا ارتبط بعدد من المشاريع التحضيرية، والتي من بينها إنشاء عدد من الطرق والجسور وخط للسكة الحديد ومدينة سكنية لإقامة فريق العمل عدده خمسة آلاف عامل نصفهم من السودانيين والنصف الآخر من الصينيين.
وتضمن إنشاء السد خمسة أهداف رئيسية تشمل دعم تنظيم عمليات ري الأراضي الزراعية وإنتاج الكهرباء وحماية أراضي البلاد من خطر الفيضان فضلا عن إنشاء مشروعات صناعية واستزراع سمكي وتحسين جودة الحياة للمواطنين ورفع مستوى الملاحة النهرية.
وصلت تكلفة بناء السد مليارين وتسعمائة وخمسة وأربعين مليون دولار، وصاحب إنشاءه العديد من التساؤلات بشأن معايير السلامة الفنية، ومدى شفافية الدراسات التي تمت بشأن عمليات البناء للوقوف على العمر الافتراضي للسد خصوصا وأنه يعد أحد المصادر الرئيسية لتوليد الكهرباء للبلاد.
ورغم أن سد مروى كان من بين أهدافه دعم عمليات الري وضمان وفرة المياه إلا أن مدينة مروي ذاتها التي يقع السد على أراضيها شهدت خلال عام ألفين وتسعة عشر احتجاجات؛ بسبب عدم توفير واستمرار إمدادات المياه في المدينة التي عانت بسبب ذلك انقطاعات متكررة. حتى أن برميل المياه تجاوز سعره وقتها مائتي جنيه سوداني.
ومع الأخطار التي يتعرض لها سد مروي السوداني، يظهر سؤال أمام الخبراء مفاده: هل يؤثر السد السوداني على السد العالي، يحسم ذلك التساؤل الخبر السوداني عبد الله أبو زيد الذي يشدد على أن «السد العالي هو سد تخزين قرني، بينما سدود شمال السودان هى سدود تخزين موسم»
رغم جهود السلطات المعنية بإصلاح الأعطال التي عاقت عمل البوابة السادسة في السد، إلا أنه لم يكد يمر عام على إصلاحها حتى عادت الأزمة العام الماضي من جديد في البوابتين الخامسة والثامنة، مما تسبب في خلل فني كبير في مستوى التشغيل وأثر على عمل توربينات توليد الكهرباء.