السيسي يعيد مشروع النصف قرن للحياة..فما الفائدة التي يمكن تحقيقها منها؟

مشروع يتجاوز عمره 50 عام، وضع أساساته الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لكن الهزيمة في 67 منعته من إتمامه، حاول السادات من بعده ولم ينجح، ثم أراد مبارك أن تنضم مصر إلى النادي النووي لكن انفجار مفاعل تشير نوبل أعاد الحسابات من جديد، ولكن في عهد السيسي يدخل المشروع حيز التنفيذ، فلماذا تصر مصر على بناء محطة الضبعة النووية و ما هي الفائدة التي يمكن تحقيقها منها.

في 11 ديسمبر 2017 وقع كل من الجانب المصري والروسي اتفاقا لبدء تنفيذ مشروع الضبعة النووي في مصر، وذلك بحضور الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتن، وبعد التوقيع عكفت الشركات المصرية على تجهيز الموقع للبدء في البناء الفعلي للمحطة.

وفي 20 يوليو قامت مصر باتخاذ أولى خطواتها التنفيذية نحو تحقيق حلمها النووي وذلك بعد أن وضعت الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الأولى بمحطة الضبعة النووية، وفي 20 نوفمبر أعلنت مصر انها وضعت الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الثانية بمحطة الضبعة، وبذلك فإن مصر على أعتاب امتلاك أولى محطاتها النووية.

وفي 22 مارس 2023، أعلنت شركة روساتوم النووية الروسية، وهي الشركة التي تتولى تنفيذ محطة الضبعة النووية بالتعاون مع الشركات المصرية، وصول أول معدّة كبيرة الحجم إلى موقع بناء المحطة، وهي مصيدة قلب المفاعل النووي، التي سوف يتم تركيبها في قاعدة مبنى المفاعل الأول، ومصيدة قلب المفاعل هي إحدى المعدات طويلة الأجل المميزة لمفاعلات الجيل الثالث المتطور.

تتكون محطة الضبعة النووية، من أربع مفاعلات بقدرة 1200 ميجا وات لكل وحدة، بواقع 4800 ميجا وات كقدرة إنتاجية للمحطة بالكامل، وتعد محطة الضبعة النووية من أحدث محطات الطاقة النووية على مستوى العالم، حيث أنها من محطات الجيل الثالث المتطور، والتي لديها القدرة على تحمل اصطدام طائرة تجارية ثقيلة تزن 400 طن بسرعة 150 مترا في الثانية، بالإضافة إلى قدرة تحمل تسونامي حتى ارتفاع 14 مترا، بجانب الأعاصير القوية و الزلازل

وتفقد التكلفة الإجمالية لمحطة الضبعة النووية ب 25 مليار دولار، حيث ستمول روسيا 85% من المحطة، هي هيئة قرض حكومي، فيما تتكفل مصر بتمويل الـ 15% الباقية

وينص الاتفاق على أن مد القرض ثلاثة عشر عامًا، ويسدد القرض على 43 دفعة، قيمة الدفعة الواحدة حوالي 950 مليون دولار، بحيث يجري سداد الدفعة الأولى من أصل القرض في يوم 15 أكتوبر 2029.

ومن المقرر تشغيل المفاعل الأول من المحطة في عام 2028 و الثاني في العام 2029 و الثالث 2030 والرابع 2031.

وتحقق مصر العديد من الفوائد من إنشاء محطة الضبعة النووية، أولاً توفر أكثر من 10 ألف فرصة عمل خلال مراحل الإنشاء، و 4 ألف عند التشغيل، ستنقل التكنولوجيا النووية للمصانع المصرية والشركات المساهمة في التنفيذ.

كما ستوفر محطة الضبعة النووية العملة الصعبة نتيجة التقليل من حرق الغاز الطبيعي في محطات إنتاج الكهرباء، بالإضافة إلى أنها سوف تضيف 4800 ميجا وات من الكهرباء إلى قدرات مصر الكهربائية.

Exit mobile version