جعل ذلك العام موقف أردوغان صعبا للغاية.. فهل تواصلت الرئاسة التركية مع عالم الزلازل قبل أيام من التصويت على بقائه في سدة الحكم؟ ولماذا أصبحت مناطق الزلازل في البلاد أزمة أمام أردوغان ومنافسيه؟؟ وهل طمرت أكوام الركام وثائق الفوز بانتخابات الرئاسة في تركيا؟ وإذا كان المرشحون يمكنهم شراء أصوات الناخبين فهل يمكنهم شراء هدوء الطبيعة؟
منذ اليوم الأول للزلازل التي طالت تركيا أصبح مستقبل السياسيين في البلاد في أزمة كبيرة، تداعيات الزلزال وضعت مرشحي انتخابات الرئاسة التركية في أصعب مواقف يواجهها المرشحون.
لم يكن ذلك القدر من الأضرار متصورا وواجهت البنية التحتية في ذلك البلد اختبارا قاسيا، وصل عدد المتضررين من الزلزال إلى آلاف بين من فقدوا حياتهم ومن طالتهم أضرار جسدية.
بعد الزلزال التركي لم يعد أكوام الركام في المحافظات المتضررة ساحة للظهور السياسي، كان كل مرشح ينتوي خوض سباق الرئاسة التركية يعلم يقينا أنه لا يوجد أسلوب للمتاجرة السياسية، ثلاثة عشر مليون مواطن تركي تضرروا من الزلزال وهم ليسوا بحاجة إلى وعود بقدر الحاجة إلى تعويض.
مرشح المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، زار إحدى الولايات الأكثر تضررا من الزلزال، إعلان المرشح الرئاسي عن حزب البلد محرم إنجه انسحابه من السباق، دون إبداء أسباب واضحة، وفق سكاي نيوز .
في ظل تلك التطورات ظهرت على الساحة تصريحات خبير الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس، الذي أخذ يحلل موقف المنطقة من التوترات الزلزالية الراهنة وتداعياتها، ويوما تلو آخر تحولت تحليلات الرجل إلى مصدر للتوتر السياسي في ذلك البلد الذي اقترنت حكومته بالمواجهة مع أصعب أزمة واجهها في تاريخه.
كان مسار التحليلات العلمية بشأن زلزال تركيا مفاده أن ذلك البلد أن قد يتعرض إلى ازمة جديدة حيث يضرب مدينة إسطنبول ثاني أكبر المدن التركية التي يبلغ عدد سكانها حوالي ستة عشر مليون شخص، لكنه لم يحدد موعده، وفق قناة العربية.
وثائق نجاح المرشحين إذن ستكون في أصوات الساكنين في خيام حيث يعانون نقص السكن أو المياه أو إمدادات الكهرباء في العديد من الأماكن وذلك بعد ثلاثة أشهر على الكارثة، التي خلفت مشكلات لن تقوى أنظمة على مواجهتها بأسلوب اعيتادي، وفق موقع دويتش فيله.
وليس متوقعا أن تكون الرئاسة التركية قد تواصلت مع عالم الزلازل الهولندي للتعامل مع توقعاته أو أخذها على محمل الجد، لكن تصريحات أدلى بها خبير الزلازل التركي ناجي غورو مفادها، أن أفضل الحلول للحدّ من مخاطر هذه الكارثة والقدرة على مواجهتها تكمن في تحويلها إلى مدينةٍ مقاومة للزلازل
أي ان اعترافا ضمنيا أن أزمة كبرى لا زالت قائمة بالتزامن مع انطلاق قطار التصويت في انتخابات الرئاسة التركية.. فهل استوعب المرشحون حاجة الشعب؟