العالم يحبس أنفاسه وتجهيزات للنزاع الأكبر فهل ستهاجم الصين تايوان؟

طوال الفترة الماضية حافظت الولايات المتحدة على سياسة الغموض الاستراتيجي لسنوات حول ما ستفعله إذا ما أقدمت الصين على مهاجمة تايوان.
انفك ذلك الغموض أخيرا، سفن حربية أميركية تعبر مضيق تايوان تزامنا مع تصريح الرئيس الأمريكي بأن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي وستتصدى لأي اعتداء يمس تايوان.
فهل ستتحول التراشقات الكلامية، إلى نزاع فعلي في الميدان. وهل تستطيع حقا الولايات المتحدة الدفاع عن تايون ضد أي تدخل صيني؟

في تطور جديد قد يقلب العالم رأسا على عقب خلال الفترة المقبلة، ويزيد الازمات الاقتصادية العالمية سوءا مما هي عليه الآن، قال الرئيس الصيني، شي جين بينج، إن جيش التحرير الشعبي الصيني «يجب أن يركز على الاستعداد لأعمال حقيقية».

وبحسب تليفزيون الصين المركزي، فقد أرسل مثل هذه التعليمات إلى المشاركين في ندوة الدفاع الوطني والاصلاح العسكري، التي عقدت في بكين، حسب روسيا اليوم.

كما أوعز الرئيس الصيني بالالتزام الصارم بخطة تحقيق أهداف إصلاح الجيش.جاءت تصريحات الرئيس الصيني الأولى من نوعها التي تحدثت بشكل صريح عن نزاع محتمل، بعد إبحار سفينتان تابعتان للأسطولين الأميركي والكندية مضيق تايوان أمس بعد يومين فقط من تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن بأن بلاده ستدافع عن تايوان في حالة تعرضها لهجوم من الصين.

وتعتبر تلك المرة الثانية التي تقوم بها سفن أميركية بعبور مضيق تايوان في أقل من شهر، إذ أُجرى طراد أمريكي عبوراً مماثلاً في 28 أغسطس الماضي.

لكن يبدو أنه بعد تصريحات رئيس الصين، لن يكون أمام البحرية الأمريكية والتي تمتلك مجموعتان من حاملات الطائرات في المنطقة، بالإضافة إلى فرقاطات وطرادات، حل سوى محاولة البقاء خارج المدى الصيني.

لكن السؤال ماذا لو حدثت المواجهة كيف ستتصرف الولايات المتحدة في هذه الحالة؟

تشير التقارير التحليلية الغربية إلى أنه من المتوقع أن تحلق الطائرات الأمريكية مثل اف35 على ارتفاع منخفض في محاولة لتحييد البحرية الصينية، وإلا ستجوب الصين بمقاتلات مثل جاي20، والتي تتمتع بخصائص تجنب الرادار.

وحال اندلاع أي مواجهة محتملة، ستكتظ سماء تايوان بعشرات الأسراب من الطائرات، لكن يمكن أيضا للولايات المتحدة أيضا استخدام هجوم إلكتروني ضد الصين لتعطيل أنظمة الرادار وأجهزة الاستشعار وإعاقة أنظمة الاستهداف والتوجيه الخاصة بها.

كل هذه الأضرار ولم ترسل الولايات المتحدة أي قوات لها عبر الجزيرة بعد، ستفرض الصين حصارا على تايوان لضمان عدم تسلمها أي شحنات من قبل الحلفاء.

كما سيقوم الصينيون بدوريات في مناطق حظر الطيران وحظر الشحن في المنطقة لتعزيز سيطرتهم على المجال الجوي والبحر أخيرًا.

وهنا ستأتي المواجهة المرتقبة، بحرية الصين الضخمة ضد بحرية أمريكا، سيكون هذا سيناريو رهيب للولايات المتحدة، لكنه يمكن في كلا الاتجاهين، فيمكن للأمريكيين إغراق حاملات الطائرات الصينية، ولكن إن حدث العكس فيسكون الأمر قد خرج عن السيطرة تماما.

لكن في النهاية يقول بعض الخبراء أن الحل الأمثل هو أن على تايوان أن تزيد إنفاقها العسكري بشكل يتسبب في ردع ولو بسيط لطموح التنين الصيني في الجزيرة.

وبالفعل فقد رفعت تايبيه ميزانيتها الدفاعية بنسبة 14٪ لتصل إلى 19.4 مليار دولار للعام المقبل، ولكن لسوء حظ تايوان فقد رفعت الصين إنفاقها هي الأخرى بـ 229.47 مليار دولار، بزيادة قدرت بـ 6.8٪ عن عام 2021.

معتقدات الرئيس الصيني شي جين لم تتزعزع حتى الآن بشأن إعادة التوحيد الكامل لبلاده مع تايوان ويعتبره أمرا لا مفر منه، وإذا بدأ النزاع على تايوان فإن الصين ستشن هجوما وقائيا على يستهدف صدمة ورعب الجزيرة. ستشتعل سماء تايوان في لحظة الهجوم.

وفي النهاية، يبدو أن الولايات المتحدة ليس أمامها أي خيارات جيدة على أي حال، فكل السيناريوهات التي تشمل هجوم مضاد للصين ستؤدي إلى خسائر بحرية للولايات المتحدة، ولن يخرج منها منتصر حقيقي.

Exit mobile version