الشيء وضده ..دولة تقع بين نهرين وتعاني من أشد ضربات الجفاف في تاريخها.. جنة من الله على أرضه تتحول الى سعير لم يترك بشر ولا حجر .. أناس يهجرون من مواطنهم وكائنات تفارقها الحية.. بحيرات وروافد أصبحت في خبر كان، قديما أطلق عليها بلاد الرافدين، وجنة الله في الأرض، ولكن بماذا يفيد العراق النهرين دون ماء.. ماذا يحدث للعراق؟
قبلة حياة يحتاجها العراق الذي تعاني موجات جفاف مستمرة ..انخفاض كبير في مستوى هطول الأمطار ومنسوب المياه في نهري دجلة والفرات بات كارثيا .. ولم بيقى حل أمام مزارعى العراق غير الهجرة الى المدن الداخلية بحثا عن مهنة جديدة يقتاتون منها .. الأشجار ظهرت عليها ملامح الجفاف وباتت باهتة مبرهنة عن كارثة على وشك الحدوث وربما حدثت .. سدود تركية وأخرى ايرانية على نهرى دجلة والفرات والعراق هي الأكثر تضررا منها … فهل ينتهى أمر العراق أم ان هناك أمل أن تعود بلاد مابين النهرين الى الحياة؟
بداية الأزمة منذ القرن الماضي والعراق يعاني ارتفاع نسب الجفاف نتيجة قلة في منسوب الأمطار و بناء بعض السدود من قبل دول الجوار والتي أثرت بشكل ملحوظ على حصة العراق من الماء علاوة على دخول البلاد في فترة اضطرابات عسكرية جعلت الحكومة تهمش ملف الأمن المائي إلى أن استيقظ العراق على نازلة تهدد وجوده على الخريطة .
العراق دولة تقع في مناخ شبة مداري بتسم بارتفاع درجات الحرارة والجفاف ولكن ما فعلته التغيرات المناخية بالعراق كان له يد بنسبة كبيرة جدا فيما آلت الية الأمور هناك حيث يعد العراق الخامس على مستوى العالم بين الدول الأكثر تضررا من التغيرات المناخية حيث تجاوزت درجات الحرارة مؤخرا نصف درجة الغليان في بعض محافظات ومدن العراق تزامنا مع ندرة الأمطار التي كانت تعول الحكومة العراقية عليها في سد ولو جزئ من كمية المياه المراد تخزينها خلف السدود.
أهوار العراق خاوية على عروشها و40% من أراضي العراق أصبحت صحراء بعد ما كان العالم يرى العراق الجنة الخضراء على الأرض .
تغير المناخ يسحب حبل الحياة من العراق.. تهديدات اقتصادية واجتماعية تواجه الحكومة العراقية فبعد رحيل الحيوانات عن الحياة واحتمالية انقراض بعض الكائنات الحية .. والتراجع في مساحات الأراضي المزروعة وعدم صلاحية بعضها للزراعة نتيجة الجفاف، يتجه العراق إلى أزمة غذائية محققة ..الوضع الحالي في العراق يستوجب موقفا دوليا واضحا حيال الأزمة وتضافر كل الجهود الممكنة للخروج من الأزمة.
التغيرات المناخية عصفت بدول عدة وقد لامست أضرارها الدول العظمى مثلما لامست باقي الدول مع توجهات دولية كبيرة وغير مسبوقة لايجاد حلول تنقذ الأرض من الانهيار … العراق ليس الوحيد ومازال الأمل في المجتمع الدولي للتحرك وانقاذ العراق من نهاية محتومة .. فهل نرى خطوات جادة من أجل انقاذ الشعب العراقي الأيام القادمة؟