مذنب بلا ذيل.. وجسم فضائي غامض قادم إلى الأرض بسرعة ضخمة رصده العلماء، وجعل عيونهم تجحز في محاجرها مما يشاهدوه.. فما هو الخطر القادم من الفضاء؟
رصده العلماء في ظلمات الفضاء، هائما متجها في الطريق إلى الأرض فقد ذيله في واقعة غريبة، حيث أن المذنبات دائما ما يتبعها وهج كأنه ذيل لها، ما حرك الأسئلة والحسابات عن ماهية الجسم الغامض القادم في الفضاء في اتجاه الأرض، وإذا كان من غير ذيل، فكيف يتحرك هل يوجد به أداة للتحكم في الطيران.
أسئلة عديدة دارت في عقول العلماء عقب رؤية المذنب الضخم القادم في اتجاه الأرض، والذي يصل خلال شهر مارس المقبل مع اقتراب شهر رمضان الكريم.
في وقت تسب هذا المذنب بدون ذيل في إثارة فضول بعض العلماء، وكذلك تحريك نظريات المؤامرة، في حين اعتبره البعض الآخر، فرصة لعلماء الفلك الهواة للمساهمة في رصده، مؤكدين أنه لا يشكل تهديدا للأرض، وسيعتبر فرصة فريدة للعلماء لدراسة سلوكه استجابة للرياح الشمسية، وهو أمر بالغ الأهمية للتنبؤ بالطقس الفضائي وتخفيف الأضرار المحتملة للتكنولوجيا.
وفسرت الباحثة سارة واتسون من جامعة ريدينغ البريطانية، لماذا يظهر المذنب بدون ذيله، مؤكدة أن ذلك يرجع إلى تفاعل الرياح الشمسية.
ولفتت إلى أن عادة يتكون ذيل المذنب من جزيئات غاز وغبار ، حيث تنطلق من نواة المذنب عندما يقترب من الشمس ويسخن، موضحة أنه يمكن للرياح الشمسية، وهي عبارة عن تيار من الجسيمات المشحونة المنبعثة من الشمس، أن تؤثر على مظهر الذيل.
وتضيف أن” تحسين التنبؤات بالطقس الفضائي يعد أمرا حيويا لحماية البنية التحتية من الأضرار المحتملة الناجمة عن الاضطرابات الناجمة عن الرياح الشمسية”.
المذنبات في الفضاء هي أجسام صغيرة تتكون بشكل رئيسي من الجليد والغبار والصخور. تتحرك المذنبات في مدارات حول الشمس وتصدر ذيولاً مضيئة عندما تقترب من الشمس وتبخر الجليد على سطحها. يُعتقد أن المذنبات تشكلت في المنطقة الخارجية للنظام الشمسي وتعتبر مصدرًا مهمًا لدراسة تاريخ تشكل النظام الشمسي وتطوره.
تاريخيًا، لم تكن المذنبات الفضائية تُعتبر خطرًا كبيرًا على الأرض، ولكن يُمكن أن تحدث بعض الآثار السلبية عند اصطدامها بالأرض. إذا اصطدمت مذنبات كبيرة بالأرض، فإنها يمكن أن تسبب تدميرًا هائلًا وتسبب في انقراض الحياة على نطاق واسع.
ومع ذلك، فإن العلماء يراقبون المذنبات ويتبعون حركتها بدقة لتقييم أي خطر محتمل على الأرض. وهناك برامج عالمية تهدف إلى تطوير تقنيات لتحديد المذنبات الفضائية التي قد تكون مهددة للأرض وتطوير استراتيجيات للتعامل مع هذا الخطر المحتمل، فهل يتسبب المذنب القادم للأرض مع حلول شهر رمضان أن يتسبب في خطورة كبيرة على الأرض؟