سيكتب زلزال السادس من فبراير 2023، تاريخا جديدًا في تركيا، فما قبل الزلزال حياة، وما بعده حياة آخرى تبدل كل شئ وأصبح الخوف من الهزات الأرضية المستمرة التي وصلت إلى ما يقرب من 10 آلاف هزة أرضية هو السائد، فلا أعين تنام ساكنة، ولا قلوب تشعر بالأمان، آلاف المنزل مدمرة وآلاف الضحايا لم يستطيعوا الحصول على الحداد اللازم في ظل تشرد الملايين الذين تأثروا بالزلزال ويبحثون عن ملاذ آمن يختبئون فيه من البرد.. لكن أن تقف صخرة فوق رؤوسهم لا يمنعها عن سحق منازلهم سوى العناية الإلهية.. لماذا انفصلت الصخرة عن الجبل؟
لا يمر يوما في تركيا دون أن تهتز الأرض وتنسحب من أسفل أقدام سكانها منذ زلزال الإثنين الأسود في السادس من فبراير الجاري، على الرغم من مرور أكثر من حوالي 21 يوما على نهاية النكبة التي تسببت في رحيل أكثر من 50 ألف ضحية وتشريد الملايين وإنهيار آلاف المنازل.
فمنذ أن ضرل الزلزال المدمر بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر جنوبى تركيا وشمالى سوريا فجر الاثنين 6 فبراير الجارى، واصلت الهزات الارتدادية نشطها بدرجات متفاوتة حتى أن دول مجاورة أخرى فى المنطقة، وشعر بها السكان فى لبنان والعراق ومصر.
كشف مدير قسم الزلازل وتخفيف المخاطر بإدارة الكوارث والطوارئ التركية أورهان تاتار، أن الهزات الارتدادية لزلزال 6 فبراير تحدث كل 3 دقائق، متوقعا استمرارها لمدة عامين على الأقل.
وأضاف أنه “وقعت 9 آلاف و470 هزة ارتدادية حتى الآن منذ الزلزالين الكبيرين فى كهرمان مرعش”، ودعا المواطنين إلى الابتعاد عن المبانى المتضررة.
وبعد انقشاع الغبار، وهدوء الأمور قليلا، ظهرت قصص عديدة عن ما سببه الزلزال، لكن أن تظل قرية كاملة رهن لصخرة، وأن تكون حياتهم متوقفة على سنتيمترات إذا تحركت خلالها الصخرة لكانت القرية ركام ولا أحد على قيد الحياة.
كانت هذه الحكاية في قرية إسكي كاهتا ، التي تقع في وسط الجبال في أديامان، فمع زلزال الإثنين الأسود تساقطت العديد من الصخور على منازل القرية مما دفع السكان إلى الهرب من منازلهم والحياة بعيدا عن الخطر على مشارف القرية في خيام، وهرب سكان القرية سالمين، بعد عناية الله التى أنقذتهم من صخرة عملاقة انفصلت عن الجبل بعد 3 أيام من الزلزال وظلت تدحرج وكادت أن تحول بيوت القرية إلى ركام، لولا عناية الله حيث تقفت الصخرة أمام أحد المنازل لتظل في مكانها، ولو تحركت سنتميترات أخرى لكانت أخذت طريقها على منازل القرية.
وبعد 8 أيام من توقفها انقسمت الصخرة إلى نصفين بحسب ما قاله صاحب المنزل، الذي أضاف أن الصخرة لو أكملت طريقها ولم تتوقف عند منزله لتسببت في رحيل جميع سكان القرية.
وقال عزيز أوزكازار ، وهو من سكان القرية يبلغ من العمر 60 عامًا: ” جئنا إلى الخيام لاتخاذ الإجراءات الاحترازية. لقد ابتعدنا حفاظًا على سلامتنا والحياة في الخيام. متعلقاتنا تحت البيوت وحيواناتنا تحت البيوت “.
لتكون عناية الله هي خير حافظ لسكان قرية واجهت الكثير في الزلزال المدمر.