لم تنقطع الأخبار المتعلقة باعتقال مقاولين ومتعهدي أبنية ومجمعات سكنية في تركيا خلال الساعات الماضية، وبينما تواصل فرق البحث والإنقاذ جهودها في المقاطعات العشر المنكوبة إثر الزلزال المدمّر، باتت الحملات التي تنفذها السلطات لافتة على نحو كبير.
أحد أبرز هؤلاء المقاولين، محمد يسار كوسكون، مالك مجمع “رينيسانس ريزيدنس” في مقاطعة هاتاي جنوبي البلاد، أقدمت السلطات على اعتقاله، بينما كان يحاول مغادرة البلاد إلى الجبل الأسود، من مطار صبيحة كوكجن في إسطنبول.
ويتكون المجمع السكني المذكور، المؤلف من 12 طابقا من 250 شقة، ويقع في منطقة أنطاكيا ، وقبل حلول الكارثة كان قد جرى الإعلان عنه باعتباره مشروع إقامة فاخرا، يتوافق مع أنظمة البناء، لكنه انهار بالكامل بعد أن ضرب الزلزال الأول بقوة 7.8 وتبعه آخر بفترة وجيزة بقوة 7.5.
وأوقفت السّلطات التركية نحو 100 مقاول والمهندسين المعماريّين الذين ألقيت عليهم مسؤوليّة انهيار المباني بسبب عيوب ومخالفات في المباني المنهارة جرّاء الزلزال.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكوميّة، أن «أكثر من مئة شخص اعتقلوا في جميع أنحاء المقاطعات العشر المتضررة من الزلزال، حيث أمرت وزارة العدل التركية المسؤولين في تلك المقاطعات بإنشاء وحدات للتحقيق في جرائم الزلزال».
كما أمرت وزارة العدل بتعيين مدّعين عامين لتوجيه تهم جنائيّة ضد جميع «المقاولين والمسؤولين» عن انهيار المباني التي أخفقت في تلبية القوانين الحاليّة المستحدثة بعد زلزال كارثي مماثل وقع عام 1999.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنه «تمّ اعتقال حوالى 12 مقاولاً في تركيا بعد انهيار آلاف المباني جنوب شرق البلاد، وبين الموقوفين مقاول في محافظة غازي عنتاب و11 في محافظة شانلي أورفا.
ولا تزال الحملات التي تنفذها السلطات ضد المقاولين مستمرة، فيما تشير المعطيات إلى أنها ستتخذ منحى تصاعديا خلال الأيام المقبلة، وهو ما أشارت إليه كلمات نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي بقوله، إنه “تم التعرف على 131 شخصا مسؤولين عن المباني المدمّرة في 10 مقاطعات.
وتشير آخر الإحصائيات الرسمية إلى أن فرق البحث والإنقاذ، التي تعمل في 10 مقاطعات منكوبة فحصت أكثر من 171 ألف مبنى، وبدأت تقدير الأضرار لما مجموعه مليون قسم مستقل فيها.
وفي مؤتمر صحفي في أنقرة، أعلنت وزارة البيئة والتحضر وتغير المناخ أن نحو 121 ألف قسم مستقل في 24921 مبنى سيتم هدمها فورا، بينما قالت إن 729 ألفا و435 قسما مستقلا في 122 ألفا و 279 مبنى لحقت بها أضرار طفيفة.
وخلال متابعة أعمال الإنقاذ يظهر من خلال الفيديوهات والصور حال المبانى التى تهدمت، حيث أكد عمال الإنقاذ أنه يعملون مع الخرسانة مثل الرمل، والتي تمثل خطورة كبيرة عليهم خلال عمليات البحث عن الأرواح العالقة تحت الأنقاض كما كانت سبب في انهيار المباني.