في أواخر ستينات القرن الماضي، حل الزعيم الليبي ضيفا على مصر، زيارة لم يكن مقدر لها أن تنشر على العلن، لأن هدفها كان في منتهى السرية والغموض.
ترى ما حقيقة دخول القذافي للسرايا الصفرا، وما هو الثمن الذي دفعه لإخفاء تلك الزيارة، هذا ما سنعرفه في التقرير التالي
زيارة القذافي السرية لمصر
في أواخر حكم الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وصل رئيس لبيبا الراحل معمر القذافي مصر بشكل سري.كان الهدف من الزيارة هو أن الزعيم الليبي لم يكن بأحسن حال، ولم يستطع أطباء ليبيا وصف ما يعاني منه صحيا على الوجه الأمثل.
ولدى زيارته لمصر وعرضه على الأطباء فيها، كان رأيهم بعد الفحص واضحا، القذافي لابد له من علاج نفسي وعصبي.
مرحلة العلاج
ليتم نقله على إثرها فورا لمستشفى بالعباسية للإعاقات الذهنية، ولتبدأ معها مرحلة العلاج المكثف له بداخلها.
وبعد نهاية فترة العلاج، خرج القذافي من المستشفى ولكن ملفه الطبي ظل بداخلها محجوزا يحوي بداخله على كل شيء تفصيلا.
كل الأدوية التي أخذها، والعلاجات التي مر بها ومراحل العلاج المختلفة، مرت مرحلة العلاج النفسي للقذافي في سرية تامة بسبب علاقته القوية بعبد الناصر، والذي كان يقول له دائما: أرى فيك شبابي.
أين ملف القذافي؟
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن أين ملفه؟ ولماذا لم يخرج حتى الآن؟ أتت الإجابة على ذلك السؤال بلسان الدكتور أحمد عكاشة، والذي أكد أن الزعيم الليبي دفع ملايين الجنيهات لإخفاء ذلك الملف المزعوم من مستشفى العباسية، وقد ساعده في ذلك بعض الجهات في مصر.
عكاشة والذي يعتبر الآن كبير الأطباء النفسيين بمصر كان طبيبا شابا وقتها، أكد أن هناك جهة أمنية ما قامت بإخفاء عمد لملف القذافي.
بعد تواصلها مع أحد الأطباء داخل مستشفى العباسية، وطلبها منه محو الملف تماما من داخل السجلات.
ووفقا لتصريحات عكاشة فقد تلقى ذلك الطبيب أموالا طائلة، تسببت له في نقلة كبيرة للغاية في حياته إلى الآن.
استراب: تحليل نفسية القذافي
أكد الدكتور عكاشة أن القذافي كان يعاني من ضلالات العظمة، وضلالات الاضطهاد، وكان يعتبر نفسه محور ارتكاز الكون بأكمله.
ولعل هذا قد ظهر جليا في ارتداء العقيد الغريبة والعجيبة للملابس، وإلقاءه للكلام بطريقة غريبة واختياره للحارسات الشخصيات من النساء مع إشرافه بنفسه على اختيارهن.
ويضيف عكاشة أن القذافي دائما ما كان ينظر لأعلى طوال الوقت، مرجحا أن ذلك التصرف يرجع إلى أن كان يرى دائما فيمن يحدثه أنه أقل شأنا منه.
مهما كانوا رؤساء، أو ملكوا، أو أشخاصا عاديين ساووه في المنصب أم لا، فالقذافي لم يكن يرى في أي شخص مكانة تساويه أو حتى تقترب منه مهما كان.
فهو العبقري والعظيم والمفكر والفيلسوف والقائد وملك الملوك على وصف عكاشة.
ومما أدى إلى تعزيز شعوره بتلك الأحاسيس، هو استمراره في منصبه لمدة فاقت الـ 40 عاما، وهي فترة كبيرة جدا لأي حاكم في التاريخ أن يستمر بها في سدة الحكم.
كما أدى إحساس العظمة ذلك لإصابته بنوبات انعزالية، فالعالم لا يستحقه ولا يقدر مدى العظمة التي يتمتع بها ولا الذكاء الذي يكتنزه.